وبلعت ريقي، وهدأت دقات قلبي وأنفاسي، وقمت وخرجت من الحفل وسرت في الطريق المظلم الموصل إلى بيتنا، ولفحت وجهي نسمة باردة فأحسست بشعور غامض غريب عرفت بعد ذلك أنه الحزن.
زوجي، لا أحبك!
أتخيلك الآن يا زوجي العزيز، وأنت جالس على حافة السرير، وعلى وجهك تلك الابتسامة البلهاء الغريبة التي لا تعبر عن شيء.
آه، كم كرهت ابتسامتك! لم أر فيها شيئا، لا الرضا، ولا الضيق ، ولا الفهم، لم أر لها لونا، فلا هي صفراء، ولا حمراء ولا خضراء!
لماذا؟ لماذا تعجز شفتاك الرقيقتان عن التعبير؟
أتخيلك وأنت جالس تقرأ اعترافي هذا، وتتسع عيناك الزرقاوان الواسعتان، وتمتلئان سذاجة شديدة وتصرخ بعبارتك المألوفة: «مش معقول!»
كم كرهت نظرتك الزرقاء الضحلة، كأنها حفنة ماء في قاع بركة كبيرة.
أتخيلك يا عزيزي وأنت جالس وساقاك تتدليان على حافة السرير، وقدماك الصغيرتان الناعمتان تقززان عيني وتهتزان وحدهما، بلا سبب، وحينما تصل إلى نهاية اعترافي تهزهما أكثر وأكثر.
لماذا تنزعج يا صديقي لصراحتي؟ ألم تتخيل أن توجد امرأة بهذه الصراحة؟ ولكن لماذا أكذب؟ من أجل الزواج؟ ولكن ما هو الزواج؟ رجل يشتري امرأة! امرأة تبيع نفسها لرجل! في سبيل أي شيء، المؤانسة، ملء الفراغ؟
هل تذكر حينما لقيتك لأول مرة؟ كان ذلك منذ عشر سنوات، عدت من المدرسة يومها فوجدت أمي تنتظرني، وفي عينيها نظرة قلقة، وقالت لي في همس: «مع أبيك في حجرة الاستقبال ضيف.»
অজানা পৃষ্ঠা