ثم استأنفت الطائرة رحلتها، وبدأت تخترق سلاسل الجبال المرتفعة ثم واديا فسيحا وهبطت بعد نصف ساعة في بلدة جمو
Jammu
وهي العاصمة الثانية لكشمير كما أنها المقر الشتوي للحكومة، وذلك بسبب انخفاضها وإحاطتها بالجبال الشاهقة من كافة نواحيها.
وبعد استراحة قصيرة حلقت بنا الطائرة للمرة الأخيرة فوق بلدة جمو في طريقها إلى العاصمة سرينجار
Srinagar ، وهي رحلة تستغرق 45 دقيقة، رأيت فيها أجمل وأمتع ما شاهدت في حياتي فقد عبرت بنا الطائرة سلاسل جبال البيربانجال
الشاهقة الارتفاع، ثم مرت خلال ممر بني هال
Bani Hal
وهو الطريق الوحيد الذي يصل بين وسط وغرب كشمير ويبلغ ارتفاعه عشرة آلاف قدم، لقد كانت الطائرة تمر بين سلسلتين شاهقتين أفسحا ممرا طبيعيا تعبره الطائرة وهي على ارتفاع ستة آلاف قدم، أي في منتصف المسافة بين قمة الجبال وسطح الأرض.
ومن نافذة الطائرة شاهدت أجمل منظر في هذه الرحلة، فما إن عبرت الطائرة ممر بني هال وأصبحت في وادي كشمير الساحر حتى شاهدت الجبال العالية وقد غطتها الأشجار العديدة والحشائش الخضراء الجميلة والوديان العميقة وقد فرشت ببساط سندسي أخضر زاهي الألوان، وفي قاع الوادي لاحظت أشرطة من الفضة تلمع تحت أشعة الشمس؛ تلك هي منابع الأنهار ومصارف مياه الأمطار التي تغذي شبه القارة الهندية كلها: الهند وباكستان، إنه منظر فريد يأخذ بالألباب. وأجمل منه تلك القصور الجميلة المستقرة فوق قمم الجبال أو في قاع الوديان، وتلك القرى المنتشرة أو المبعثرة هنا وهناك وقد أحاطت بها خضرة جميلة هي الطبيعة على أصلها لم تمسها يد بالتغيير أو التبديل.
وفي وسط هذا الجمال الساحر يقع وادي كشمير ، أجمل منطقة في العالم، وكان ولا يزال يسمى «فردوس الأرض»، وتعجب لهذا الوادي فإنه قابع في قلب الجبال ويبلغ ارتفاعه خمسة آلاف قدم فوق سطح البحر وفي وسطه توجد بحيرتان كبيرتان ناجين
অজানা পৃষ্ঠা