وانتشرت فكرة الحكم الذاتي في الهند انتشارا واسعا حتى اضطرت الحكومة البريطانية أن تبعث بأحد وزرائها إلى الهند لدراسة الموقف.
وفي 26 نوفمبر عام 1917 استقبل لورد مونتاجو وفدا من الحزبين، ولكن الجو كان قد تعكر نتيجة لتدخل بعض المنظمات السياسية الأخرى، واستمرار حبس الزعماء المسلمين، الأمر الذي نتج عنه شغب طائفي كان قد توقف بعض الشيء منذ زمن بعد أن ترك مرارة وحزازة في صدور كل من الهندوس والمسلمين. وقد اعتبر حزب الرابطة هذه المشاغبات ضربة شديدة موجهة إلى حركة الجهاد المشترك.
ولم يرض الهنود عن التقرير الذي وضعه لورد مونتاجو ونائب الملك لورد تشيلمسفورد عن دستور الهند المقبل، وثارت النفوس بالهند، وأعرب الهندوس وكذلك المسلمون عن استيائهم من التوصيات التي تقدمت بها الحكومة. وقام الدكتور أنصاري يحذر الحكومة من أن المسلمين لن يسمحوا بإحداث أي تغيير في حقوق المسلمين في الدوائر الانتخابية المستقلة.
وهنا قام مسلمو شبه القارة بحركة تحد ضد الحكومة البريطانية لم يسبق لها مثيل. وأصبحت حركة الخلافة التي أثارها مولانا محمد علي بعد ما انتاب تركيا من نكبات على أثر انتهاء الحرب العظمى حركة يهتم لها كل مسلم في الهند، بعد أن كانت المسائل السياسية من اختصاص المتعلمين منهم وذوي الرأي والفكر فقط، وكان من أثر ذلك أن أصبح حزب الرابطة الإسلامية حزبا شعبيا كبيرا.
وفي هذه الأثناء اقترح مولانا «موهاني» إعلان استقلال الهند استقلالا تاما.
وكان موقف جناح من هذه الأحداث موقف السياسي المحنك، فكان من رأيه الجهاد في سبيل الدستور مع الانضمام ل «المجالس» في سبيل الحصول على نظام «الدومنيون»، وكان قد اعترى حزب الرابطة خلال هذه المدة بعض الضعف فبذلت الجهود الكبيرة لإحياء الحزب، ورأس جناح الحزب في وضعه الجديد، وفي المجلس التشريعي المركزي قام جناح يطالب بتأليف لجنة جديدة لدراسة الإصلاحات المرجوة من جديد.
وكان طبيعيا أن يؤثر إلغاء الخلافة في تركيا الكمالية على حركتها بالهند، فقامت بعض الاضطرابات الطائفية بين المسلمين والهندوس. وظهر أن من المتعذر تحقيق اتحاد المسلمين مع الهنود، وكانت آخر محاولة في هذا السبيل تلك المحاولة التي بذلت عام 1924 وباءت بالفشل.
وفي عام 1927 أرسلت إنجلترا إلى الهند لجنة «سيمون» بقصد دراسة الأوضاع، وهنا قام جناح يطالب بالنقاط الأربعة عشرة التي تتضمن فيما تتضمن كفالة حقوق الأقلية المسلمة.
وفي آخر أكتوبر 1930 أعلن نائب الملك بالهند قرار الحكومة البريطانية بعقد مؤتمر الدائرة المستديرة، لكي يشترك فيه الزعماء السياسيون في شبه القارة. واجتمع هذا المؤتمر بلندن في 12 نوفمبر 1930، وفيه طالب المسلمون بوجوب النص في الدستور على كفالة حقوقهم.
وفي هذا الوقت كانت الرابطة الإسلامية تعقد دورتها السنوية في «الله أباد» وعلى رأسها الدكتور محمد إقبال، وهناك طالب إقبال في خطاب تاريخي عظيم بوجوب اتحاد المسلمين وتكوين دولة خاصة بهم.
অজানা পৃষ্ঠা