[ القديم ]
فإن قيل: فما الدليل على أنه قديم؟
قيل له: الدليل على ذلك أنه لا يخلو من أن يكون معدوما أو موجودا، أو محدثا أو قديما، وقد ثبت أنه لا يجوز أن يكون معدوما، لأن المعدوم يستحيل أن يكون عالما قادرا حيا، وقد دللنا على وجوب كونه عالما قادرا حيا، ولا يجوز أن يكون محدثا، لأنه لو كان محدثا لوجب أن يكون له صانع، وكان القول في صانعه كالقول فيه، وهذا يؤدي إلى إثبات صانعين محدثين لا نهاية لهم، وذلك محال، فثبت أنه تعالى قديم.
[ نفي المعاني في حق الله تعالى ]
فإن قيل: فهل تقولون أن الله عالم يعلم؟ وقادر يقدر؟ وحي بحياة؟ وسميع بسمع؟ وبصير ببصر؟ وقديم بقدم؟ أم تقولون إنه عالم لنفسه وقادر لنفسه؟!
قيل له: لا نقول إنه عالم بعلم، وكذلك القول في سائر الصفات لمعاني هي: العلم، والقدرة، والحياة، والسمع، والبصر، والقدم، لم تخل هذه المعاني من أن تكون قديمة؟ أو محدثة؟ أو معدومة؟ ولا يجوز أن تكون معدومة، لأن المعدوم لا نوجب أن يكون له حكم.
ولا يجوز أن تكون محدثة، لأنها لو كانت محدثة لوجب أن يكون القديم تعالى قبل حدوثها غير عالم، ولا قادر، ولا حي، ولا سميع، ولا بصير، ولا موجود. وإن (¬1) لم يكن قادرا ولا عالما ولا حيا ولا سميعا ولا بصيرا ولا موجودا، لم يصح منه إحداث هذه المعاني.
পৃষ্ঠা ৩৫