ونستدل على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بقول النبي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم يوم الغدير مخاطبا للأمة: (( من أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: الله ورسوله ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه )) (¬1)، فقدر لنفسه وجوب الطاعة على الأمة، ثم أثبت لعلي عليه السلام منه ما كان ثابتا له، فوجب أن تكون طاعة أمير المؤمنين عليه السلام واجبة على الأمة، وإذا ثبت وجوب الطاعة ثبتت الإمامة، ويدل عليه قوله عليه السلام لعلي: (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي )) (¬1)، فأثبت لأمير المؤمنين جميع منازل هارون إلا النبوة، ومن منازل هارون الإمامة من [بعد] موسى، فثبتت الإمامة لعلي عليه السلام. وقد دل الله تعالى على ذلك في محكم كتابه فقال: { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } [المائدة:55]. ولم يرو في أحد أنه زكى وهو راكع غيره، فنزلت هذه الآية فيه، إلا في علي عليه السلام (¬1)، فثبتت الولاية له.
পৃষ্ঠা ৭৯