তবিচিয্যাত ফি ইলম কালাম
الطبيعيات في علم الكلام: من الماضي إلى المستقبل
জনগুলি
24
المطلوب الآن أن تكون الطبيعيات الإبستمولوجية متوشجة في بنية علم الكلام الجديد بوصفه أيديولوجية حضارة تواصلية، لكنها معاصرة، وناهضة متجهة نحو المستقبل. فكيف يتم هذا بكلمة واحدة، يتم بإبستمولوجية العلم الطبيعي وكيف تتولد عن أيديولوجية الدين.
مرة أخرى نجد خط التواصل في اهتمام المتكلمين المسبق بنظرية العلم، هذه قاعدة منهجية جيدة، بصرف النظر عن موضوع تطبيقها، فقد رأينا اهتمامهم بنظرية العلم، وسبقها على نظرية الوجود، مما يعني أن الوجود موضوع العلم هو المعلوم، وليس البتة مستقلا عن العلم. إن نظرية العلم هي الأساس، ولن يصعب زرع الطبيعيات في تربتها الخصيبة (ولا ندري هل تفيد ميوعة مصطلح العلم هنا أم تضر؟!) •••
نظرية العلم أو السؤال كيف أعلم أو أعرف؟ لم تظهر في المؤلفات المبكرة التي كانت مجرد عرض لقواعد الإيمان ومبادئ العقيدة، ثم كان ظهورها تطورا طبيعيا للإيمان، وتحويله إلى مستوى النظر بفعل الحوار مع الحضارات المناهضة، فتعامل علم الكلام مع هذه الحضارات بأسلوبها واستعمل مناهجها. في هذا السياق تولدت نظرية العلم وتنامت وتكاملت، فكان أن تأسست تأسيسا حضاريا/أيديولوجيا.
لكن بعد أن تأسست أصبحت مقدمة ضرورية لعلم الكلام، سواء من حيث هو تاريخ فرق أو من حيث هو بناء لنسق العقائد. بعض المصنفات التي تجمع بين التأريخ والبناء، كالفصل لابن حزم تبدأ بنظرية العلم وتنتهي بها، ويكون العلم تطبيقا لهذه النظرية.
وبطبيعة علم الكلام ظهرت نظرية العلم في بداياتها منبثقة عن الإلهيات ومرتبطة بها، إذ بدأت - كما أوضح حسن حنفي
25 - بالبحث في التقابل بين العلم الإلهي والعلم الإنساني، وشيئا فشيئا تأخذ شكلها الإنساني المستقل في المؤلفات المتأخرة كنظرية في المبادئ والأحكام، ثم تكتمل نظرية العلم، فتظهر مضاداته كالشك والوهم والتقليد والإلهام، فالعلم لا يتأسس إلا بعد تطوير الوعي وتطهيره من معوقات العلم، بتعبير فلسفة العلم الطبيعي، بعد التصحيح الذاتي للأخطاء في البناء المعرفي السابق.
وبعد رفض مضادات العلم وضع القدماء له مقياسا أو معيارا معروفا هو «مطابقة الاعتقاد للواقع»، لا يختلف كثيرا عن منطق الاختبار التجريبي. العلم البسيط هو المطابقة للواقع، والعلم المركب هو العلم بهذه المطابقة؛ أي العلم بالعلم،
26
أو نظرية المنهج وفلسفة العلم التي قيل في تعريفها إنها العلم بالعلم. العلم طبعا أوسع من المطابقة مع الواقع فحسب، هو أيضا مطابقة مع العقل ليكون متسقا قائما على الأدلة، ومع النفس ليكون تصورا أو تمثلا أو اعتقادا، ثم مع الواقع كي يمتنع أن يكون وهما أو خيالا،
অজানা পৃষ্ঠা