তবিচিয্যাত ফি ইলম কালাম
الطبيعيات في علم الكلام: من الماضي إلى المستقبل
জনগুলি
21
بقدر ما هو دال على الخروج من العصور الوسطى ودورانها في الكتب المغلقة، إلى العصور الحديثة وانطلاقا في عالم الطبيعة المفتوح، والقطع المعرفي مع المنهج القروسطي الأرسطي العقيم، إلى المنهج التجريبي المثمر الولود.
ومما يحمل دلالة ذات مغزى لموضوعنا أن «قراءة كتاب الطبيعة المجيد» لم تكن محض لافتة ظاهرية مصطنعة لمواجهة رجال الدين، بل استندت على إيمان كان لا يزال قويا، إن نجاح العلم الطبيعي بلغ آنذاك ذروته في إنجلترا التي اكتمل فيها نسق الفيزياء الكلاسيكية على يد إسحاق نيوتن ومواطنيه، حتى يلقب مؤرخو العلم القرن السابع عشر «بعصر انفجار العبقرية الإنجليزية».
22
وليس غريبا أن نجاح حركة الإصلاح الديني واكتمال تحقق البروتستانتية كان أيضا في إنجلترا، وعوامل نجاح الحركتين - الفيزياء الكلاسيكية والإصلاح الديني البروتستانتي - مشترك في الثورة على رجال الدين والسلطة الدينية، وليس على الدين نفسه، بل من أجل الدين، وكما أشار بارومر، اعتقد بيكون مع جهابذة الجمعية الملكية - التي تضم أساطين العلوم الطبيعية - أنهم يدرسون توراة الطبيعة، وأن للعلم روافد دينية جياشة تكشف قدرة الله التي تتجسم في خلائقه. غير أن هذا الاعتقاد لهم يحل دون قيام بيكون بحماية العلم من تداخل اللاهوت.
23
وبهذا نفهم كيف أن جون راي - هو من طليعة الفيزيوكيميائيين في تلك المرحلة - قد أخرج في نهاياتها (عام 1691) كتابا عنوانه: «حكمة الرب كما تتجلى في أفعال الخلق»
Wisdom of God as Manifested in the Works of Creation ، ودع عنك الآن رجل الدين الإنجليزي وليم بالي (1743-1805) الذي أصدر في مرحلة لاحقة - عام 1802 - كتابه «اللاهوت الطبيعي» معتمدا على تحليل العقل كوسيلة لإثبات قضايا الإيمان، وأن الطبيعة خير موصل لله؛ فهذا تيار لاهوتي.
أما في قلب التيار العلمي وحتى نهايات القرن السابع عشر، فقد ظلت العقيدة الدينية الحارة للعلماء - كما يقول باومر - تساهم في دفع حركة العلم حتى نهايات القرن السابع عشر، خصوصا وأن هذه المرحلة المبكرة من تاريخ العلم الحديث سادتها فكرة القانون المفروض على الطبيعة من لدن الرب، ولم يبدأ العلم في الجور على الإيمان الديني لعلماء الطبيعة إلا في القرن التالي، ولم يزعزعه إلا في القرن التاسع عشر، لعل هذا بدوره قد تزعزع هو نفسه مع ثورة العلم المعاصر في القرن العشرين.
فكيف فاتنا الركب إلى كل هذا الحد المزري والموجع؟! وقد كان الأحرى بنا نحن اختصار مراحل من تاريخ العلم الطبيعي انشغل فيها العلم بفض نزاعه مع سلطة الكنيسة والدين؛ فالحضارة الإسلامية لا تعرف أبدا ذلك الصراع الغربي بينهما الذي استعر أواره في القرن السادس عشر.
অজানা পৃষ্ঠা