وقال شيخنا القاضي أبو الطيب، دخلت جرجان قاصدا إليه وهو حي، فمات قبل أن ألقاه. توفي سنة نيف وسبعين وثلثمائة، انتهى كلام الشيخ. وقال الذهبي في «العبر»، توفي في غرة شهر رجب سنة إحدى وسبعين، وقد دخل في السنة الرابعة من عشر المائة، نقل عنه الرافعي في الطلاق في المسألة السريجية، وفي غيره أيضا، وكان له ولدان عالمان، كبيران جمعا رئاسة الدين والدنيا.
31 - ولداه
أبو سعد، إسمعيل، وأبو نصر، قال الشيخ أبو إسحاق في ترجمة أبي سعد، وفيهم يقول الصاحب بن عباد، في رسالته: «وأما الفقيه أبو نصر فإذا جاء حدثنا وأخبرنا، فناطق، وصادق، وناقد، وحاذق، وأما أنت أيها الفقيه أبا سعد فمن رآك كيف تدرس وتفتي، وتحاضر وتروي وتكتب وتملي، علم انك الحبر ابن الحبر، والبحر ابن البحر، والضياء ابن الفجر. وأبو سعد بن أبي بكر، فرحم الله شيخكم الأكبر، فإن الثناء عليه غنم، والنساء بمثله عقم، فليفخر به أهل جرجان، ما سال واديها، وأذن مناديها» انتهى.
فأما أبو سعد، فقال ابن الصلاح: كان إمام زمانه مقدما في الفقه والأصول، والعربية والكتابة، والأدب، وصنف كتبا منها: كتاب كبير في أصول الفقه سماه:
«تهذيب النظر». وتخرج على يديه جماعة كبيرة، وكان فيه ورع كثير، واجتهاد في العبادة والعلم، واهتمام بأمور الدين، ونصيحة الإسلام، حسن الخلق، طلق الوجه، سخيا في الطعام، وبذل المال، لم يكن له نظير في زمانه، انتهى. وقال في «العبر»: توفي ليلة الجمعة سنة ست وتسعين وثلثمائة، وله ثلاث وستون سنة، وكان في صلاة المغرب فلما وصل إلى قوله: «وإياك نستعين» الآية، خرجت روحه، ودفن بجرجان عند رأس والده. وأما أبو نصر، فلا أعلم وفاته، وكان لأبي سعد المذكور ولدان:
أحدهما:
পৃষ্ঠা ৩৬