16 - محمد بن عبد الحكم
أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، المصري، ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة. وكان أبوه عالما، جليلا، رئيسا، له إحسان كثير على الشافعي، وكان على مذهب مالك، ومن أكابر أصحابه وروى عن الشافعي أشياء قليلة.
ولد سنة خمسين ومائة، وتوفي سنة أربع عشرة ومائتين، فنشأ ولده هذا على مذهب أبيه، وأخذ عن أشهب، وابن وهب، فلما قدم الشافعي مصر، صحبه وتفقه به، قال: فاجتمع قوم من أصحاب أبي فعذلوه، فكان يلاطفهم ويأمرني سرا بملازمته، وصحبه الشافعي، وصار يثني عليه حتى قال مرة وددت لو كان لي ولدا مثل هذا، وعلي ألف دينار دين لا أجد لها وفاء، وحمل في الفتنة إلى بغداد، ولم يجب لما طلبوه فرد إلى مصر، وانتهت إليه الرئاسة بها.
توفي في يوم الأربعاء لليلة خلت من ذي القعدة وقيل منتصفه سنة ثمان وستين ومائتين. وقال ابن قانع: سنة تسع وستين، ذكره ابن خلكان، وانتقل قبيل وفاته إلى مذهب مالك، لأنه كان يروم أن الشافعي يستخلفه بعده في حلقته فلم يفعل، واستخلف البويطي، وقد ذكره العبادي، وابن الصلاح، في طبقاتهما، لأجل مسائل نقلها عن الشافعي منها ما نقله عنه الرافعي: أن الصائم تلزمه الكفارة إذا باشر فيما دون الفرج فأنزل.
17 - ابن أبي الجارود
পৃষ্ঠা ২৯