بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
الحمد لله الذي أفاض علينا من إحسانه ما ليس له منتهى، وعلم آدم الاسماء كلها تعجيزا لأولي النهى، والصلاة والسلام على محمد أشرف من سنا وبهى، وعلى آله وأصحابه ما سكن القطب ودارت السهى.
أما بعد، فيقول الفقير إلى رحمة الملك الغني، أبو بكر بن هداية الله الحسيني، ان مما لا بد منه للمتفقه في مذهب الشافعي أن يعلم أسماء الرجال الناقلين عن الشافعي، والمنسوبين اليه في كل طبقة، وأن يعلم أسماء كتبه القديمة والجديدة وكتب الذين تمسكوا بمذهبه ليكون على بصيرة في المذهب، فها أنا أكتب أوراقا بالتماس بعض الإخوان مبتديا بذكر الشافعي رحمه الله تعالى ومن كان في عصره، ومن كان في المائة التي توفي فيها، وهي المائة الثالثة، ثم الذين يلونهم هكذا إلى عصرنا ممن أحاط به علمي وكان له تصنيف في المذهب وما توفيقي إلا بالله.
পৃষ্ঠা ৯
باب: في ذكر الشافعي ومن كان في عصره ومن كان في المائة التي توفي فيها:
هو محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن الشافع، بن السائب، بن
পৃষ্ঠা ১১
عبيد، بن عبد يزيد، بن هاشم، بن عبد المطلب بن عبد مناف، جد النبي صلى الله عليه وسلم.
وشافع بن السائب هو الذي ينسب اليه الشافعي.
لقي النبي صلى الله عليه وسلم في صغره، وأسلم أبوه السائب يوم بدر، فإنه كان صاحب راية بني هاشم، وكانت ولادة الشافعي بقرية من الشام يقال لها غزة، قاله ابن خلكان، وابن عبد البر.
وقال صاحب التنقيب (بمنى) من مكة، وقال ابن بكار (بعسقلان)، وقال الزوزني (باليمن)، والأول أشهر، وكان ذلك في سنة خمسين ومائة، وهي السنة التي مات فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله.
ومنهم من قال انه ولد في يوم مات فيه أبو حنيفة، قال البيهقي: والتقييد باليوم لم أجده إلا في بعض الروايات، أما التقييد بالسنة فهو مشهور من بين أهل التواريخ».
পৃষ্ঠা ১২
ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين، ونشأ بها وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين ، ثم سلمه أبوه للتفقه إلى مسلم بن خالد مفتي مكة فأذن له في الإفتاء وهو ابن خمسة عشر سنة، فرحل إلى الإمام مالك بن أنس بالمدينة فلازمه حتى توفي مالك رحمه الله، ثم قدم بغداد سنة خمسة وتسعين ومائة وأقام بها سنتين، فاجتمع عليه علماؤها، وأخذوا عنه العلم ورجع كثير من مذاهبهم إلى قوله، وصنف بها الكتب القديمة وستعرف أسماءهاان شاء الله تعالى، ثم خرج إلى مكة حاجا، ثم عاد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة فأقام بها شهرين أو أقل، فلما قتل الإمام موسى الكاظم - رضي الله تعالى عنه-خرج إلى مصر فلم يزل بها ناشرا للعلم، وصنف بها الكتب الجديدة، فأصابته ضربة شديدة فمرض بسببها أياما فدخل عليه أحمد بن حنبل والمزني يعودانه قالا، كيف أصبحت يا أبا عبد الله، فقال: يا إخواني أصبحت من الدنيا راحلا، ولإخواني مفارقا، ولكأس المنية شاربا، ولسوء أعمالي ملاقيا، وعلى الله واردا، فلا أدري روحي تصير إلى الجنة، فأهنيها، أو إلى النار فأعزيها، ثم بكى وأنشأ يقول:
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فبكى وبكى من حوله، فنظر إليهم وقال: الوداع الوداع يا أصحابي، الفراق الفراق يا أحبابي، ثم توجه إلى القبلة، وتكلم بالشهادتين، وانتقل إلى رحمة الله تعالى، إنا لله وإنا اليه راجعون.
اللهم ارفعه إلى مرام همته وشفعه في زمرته، كان ذلك يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين.
ودفن بالقرافة بعد العصر في يومه.
পৃষ্ঠা ১৪
الحميدي رحمه الله:
* هو أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي المكي المعروف بالحميدي
رحل مع الشافعي من مكة إلى بغداد، ومنها إلى مصر ولازمه حتى مات فرجع إلى مكة ليفتي لأهلها إلى أن مات بها، سنة تسع عشرة ومائتين، وقيل سنة عشرين.
পৃষ্ঠা ১৫
البويطي رحمه الله:
* هو أبو يعقوب يوسف بن يحيى القرشي البويطي
منسوب إلى بوطمن قرى مصر من الصعيد الأدنى، وكان من عظماء أصحاب الشافعي وخليفته بعده ، كان الشافعي يقول: «ليس أحد أحق بمجلسي من أبي يعقوب، وليس أحد من أصحابي أعلم منه».
পৃষ্ঠা ১৬
كان ابن الليث الحنفي قاضي مصر يحسده، فسعى له إلى الملك ليقول بخلق القرآن، فأبى، فأمر بحمله إلى بغدادمع جماعة آخرين من العلماء الشافعية، فأركبوه على بغلة مغلولا مقيدا مسلسلا في أربعين رطلا من حديد، ويريدون بذلك منه القول بخلق القرآن ويأبى، فحبسوه في السجن ببغداد على تلك الحالة، وكان في كل جمعة يمشي إذا سمع النداء إلى باب السجن، فيقول له السجان: إلى أين؟ فيقول له: أجيب داعي الله.
পৃষ্ঠা ১৮
فيقول السجان: ارجع رحمك الله، فيقول: إني أجبت دعوتك ربي، فمنعوني»، وهكذا إلى أن مات في السجن سنة اثنتين وثلاثين ومائتين في رجب يوم الجمعة قبل الصلاة، قيل سنة احدى وثلاثين ومائتين وصححه ابن خلكان، وجزم به النووي، في «شرح المهذب».
ابن مقلاص رحمه الله:
* هو أبو علي عبد العزيز بن أيوب بن مقلاص الخزاعي
كان فقيها فاضلا زاهدا.
قال عمر بن يونس: «وكان من كبراء المالكية، فلما قدم الشافعي مصر لازمه وتفقه على مذهبه».
توفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين ومائتين.
পৃষ্ঠা ১৯
المزني رحمه الله:
* هو أبو ابراهيم اسماعيل بن يحيى المزني المصري
كان معظما بين أصحاب الشافعي، وكان ورعا زاهدا.
قال الشافعي في حقه: «لو ناظر الشيطان لغلبه».
صنف في مذهب الشافعي.
পৃষ্ঠা ২০
و«المبسوط» و«المختصر» و«المنثور» و«الرسائل» و«كتاب الوثائق»، ثم تفرد بالمذهب وصنف كتابا مفردا على مذهبه لا على مذهب الشافعي.
ولد سنة خمسين وسبعين ومائة، وتوفي في العشر الآخر من رمضان سنة أربع وستين ومائتين، وصلى عليه الربيع المرادي، ودفن بالقرافة بقرب قبر الإمام الشافعي.
والمزني منسوب إلى مزينة، وهي قبيلة معروفة.
পৃষ্ঠা ২১
حرملة رحمه الله:
* هو أبو نجيب حرملة بن يحيى، بن عبد الله بن حرملة المصري
كان إماما في الحديث والفقه، صنف «المبسوط» و«المختصر» المعروفان به، ولد سنة ست وستين ومائة، وتوفي في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين وقيل أربع.
أبو ثور رحمه الله :
* هو أبو ثور ابراهيم بن خالد البغدادي
قال أحمد بن حنبل:
পৃষ্ঠা ২২
هو عندي كسفيان الثوري، وكان أبو ثور على مذهب أبي حنيفة، فلما قدم الشافعي بغداد تبعه، وقرأ كتبه وانتشر علمه، ومع ذلك قال الرافعي في كتاب "الغصب" من فتح العزيز: (أبو ثور، وإن كان معدودا في طبقات أصحاب الشافعي، فله مذهب مستقل، ولا يعد تقريره وجها)، هذا لفظه.
مات في صفر سنة أربعين ومائتين.
পৃষ্ঠা ২৩
الربيع المرادي رحمه الله:
* هو أبو محمد الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي
المؤذن بجامع مصر، وخادم الشافعي، روى «الأم» وغيرها من الجديد.
كان الشافعي يقول: «إنه أحفظ أصحابي».
رحل الناس اليه من أقطار الأرض لأخذ علم الشافعي ورواية كتبه.
ولد سنة أربع وسبعين ومائة، ومات عصر يوم الاثنين في العشر الأواخر من شوال سنة سبعين ومائتين.
পৃষ্ঠা ২৪
الربيع الجيزي رحمه الله:
* هو أبو محمد الربيع بن سليمان بن داود الأزدي الجيزي
منسوب إلى الجيزة (بالجيم والزاي المعجمة)، بلدة معروفة في مقابلة مصر.
ولا ذكر لنقله في كتب المذهب إلا في موضعين، أحدهما في «الشهادات»، نقل عنه الرافعي، في «العزيز» انه روى عن الشافعي كراهة القرآن بالألحان، والثاني نقل عنه في المذهب وغيره، أنه روى عن الشافعي: «ان الشعر يطهر بالدباغ تبعا للجلد»، وأما الربيع المرادي، فالنقل عنه كثير.
قال الاسنائي وغيره: إذا أطلق الربيع فالمراد به هو المرادي.
পৃষ্ঠা ২৫
الكرابيسي رحمه الله:
* هو أبو علي الحسين بن علي بن يزيد البغدادي الكرابيسي
كان جامعا بين الحديث والفقه، سمي بالكرابيسي، لأنه كان يبيع الكرابيس، وهي الثياب الخام.
مات سنة خمس وأربعين ومائتين، وقيل ثمان الخ.
وصوبه ابن خلكان.
পৃষ্ঠা ২৬
الزعفراني رحمه الله:
* هو أبو علي الحسن بن محمد بن الحسين الزعفراني
পৃষ্ঠা ২৭
منسوب إلى زعفرانة، قرية قرب بغداد، وكان إماما في اللغة وهو أثبت رواة القديم، قال السمعاني: مات في الربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين، وقال ابن خلكان: في شعبان سنة ستين ومائتين، وقال النووي في «تهذيبه»، في رمضان.
يونس المصري رحمه الله:
* هو أبو موسى، يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري
ولد في ذي الحجة سنة سبعين ومائة، ومات في ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين، ذكره النووي في «تهذيبه».
পৃষ্ঠা ২৮
موسى بن أبي الجارود رحمه الله:
* هو أبو الوليد موسى بن أبي الجارود (بالجيم)
تفقه على الشافعي وروى عنه، وكان يفتي بمكة على مذهب الشافعي، ولا أعلم تاريخ وفاته.
পৃষ্ঠা ২৯
محمد بن عبد الحكم رحمه الله:
* هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري
পৃষ্ঠা ৩০
ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، وكان أبوه عالما جليلا رئيسا، كان محسنا على الشافعي، وكان على مذهب مالك، ونشأ ابنه هذا على مذهب أبيه، وأخذ العلم عن أشهب وابن وهب المالكيين، فلما قدم الشافعي مصر، صحبه وتفقه به، وكان أبوه يأمره سرا بملازمة الشافعي، وكان الشافعي يحبه حتى قال مرة: «وددت لو أن لي ولدا مثل هذا».
مات يوم الاربعاء في عشر ذي القعدة سنة ثمان وستين ومائتين.
قال البيهقي: وانتقل قبل وفاته بشهرين إلى مذهب مالك لأنه كان يطلب أن يستخلفه الشافعي بعده، واستخلف البويطي.
পৃষ্ঠা ৩১