201
وكان ملكًا، فقيهًا فاضلًا، يحفظ " المنظومة " للنسفي، ويستحضر كثيرًا من المسائل الفقهية، مع مشاركة حسنة في فنون؛ كالتاريخ والشعر، وعنده حذق وذكاء، وعقل تام، وجودة رأي، وتدبير، وفصاحة باللغتين العربية والتركية، وطهارة لسان، وحشمة، وأدب، وتجمل زائد في ملبسه، ومركبه، ومأكله، ومشربه، ومسكنه، وله في ذلك اختراعات تنسب إليه، وعلى ذهنه الكثير من الصنائع؛ كعمل القوس والسهام، عارفًا برمي النشاب معرفة تامة إليه انتهت الرياسة فيه، بل وفي غيره من أنواع الفروسية والملاعب، ولكنه كان غير عفيف فيما يقال: قائمًا في أغراض نفسه جدًا، مع إثارة فتن ومكر وخداع، ومزيد تكبر، ودخول فيما تقصر أمثاله عن دونه، وتعرض للخلاف بين الحنفية والشافعية، وربما نُسب إليه التكلم بما لا يليق.
قال السخاوي: مما أظنه السبب في سرعة انقضاء مدته، مع أنه لما تسلطن تواضع جدًا، وأعرض عن كثير مما ينسب إليه، ولله عاقبة الأمور.
انتهى نقلًا من " الضوء اللامع ".
٥٩٥ - تنم الفقيهُ الحنفي
أخذ عن ابن قديد النحو، والصرف، وغيرهما، وكذا عن ملا شيخ.
وتصدر للإقراء، فانتفع به جماعة من الترك، وأبنائهم، وغيرهم، وممن أخذ عنه خضر بن شماف.
قال السخاوي: ومنه استفدته. كذا في " الضوء اللامع ".
حرف الثاء المثلثة
٥٩٦ - ثابت بن شبيب بن عبد الله، أبو محمد، التميمي
البصروي، الفقيه، المعروف بالسديد
قال أبو القاسم عمر بن أحمد ابن العديم، في " تاريخ حلب ": لفيته ببصرى عند عودي من الحج، سنة أربع وعشرين وستمائة، وأخبرني أنه قدم حلب، ونزل بها بالمدرسة النورية، وهو شيخ حسن، صالح، مستور، فقيه.
كان يدرس الفقه على مذهب أبي حنيفة بالمسجد النبوي، بمدينة بُصرى.
قال: وأخبرني ابن أخيه داود بن علي بن شبيب الفقيه، بحلب، أن عمه ثابت بن شبيب، توفي في شهر ربيع الآخر، سنة وثلاثين وستمائة ببصرى. رحمه الله تعالى.
حرف الجيم
٥٩٧ - جابر بن محمد بن محمد بن عبد العزيز بن يوسف
الخوارزمي، الكاتي، ثم المصري، افتخار الدين
أبو عبد الله
ولد في عاشر شوال، سنة سبع وستين وستمائة.
وقرأ على خاله أبي المكارم [بن] محمد بن أبي المفاخر، وقرأ " المفضل " و" الكشاف " على أبي عاصم الإسفندري، عن سيف الدين عبد الله بن محمود الخوارزمي، عن أبي عبد الله البصريي، عن مولفهما.
واشتغل ببلاده وتمهر، وقدم القاهرة، فسمع من الدمياطي، وولي بها مشيخة الجتولية التي بالكبش.
وكان يعرف العربية معرفة جيدة.
وباشر الإفتاء، والتدريس بأماكن.
وله شعر حسن.
ومات في أول النصف الثاني من المحرم، سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
وقال الفاسي: قدم مكة، وقرأ " الصحيح " على التوزي، وتكلم على أماكن فيه من جهة العربية، ودرس بالقدس، ومكة، وكان فاضلًا، حسن الشكل، مليح المحاضرة.
قال ابن حجر: وكات، بالتاء المثناة أو المثلثة: من قرى خوارزم.
٥٩٨ - جار الله بن صالح بن أبي المنصور أحمد بن عبد الكريم
ابن أبي المعالي يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن الحسين
ابن علي بن الحسين بن محمد بن شيبة بن إياد بن عمرو
ابن العلاء بن مسعود، جلال الدين الشيباني
الطبري الأصل، المكي
والد أحمد، وعلي، ومحمد.
سمع من خليل المالكي، والعز ابن جماعة، والموفق الحنبلي، وغيرهم، وأجاز له إبراهيم بن محمد بن يونس بن القواس، وجماعة كثيرة.
وحدث، وسمع منه الفضلاء، كالحافظ ابن حجر، والتقى الفاسي، وغيرهما.
وكان خيرًا، عاقلًا، تردد إلى مصر مرارًا، وأدركه أجله بها، في آخر سنة خمس عشرة وثمانمائة، بخانقاه سعيد السعداء، ودفن بمقبرة صوفيتها، وقد بلغ السبعين، رحمه الله تعالى.
٥٩٩ - الجاررود بن يزيد، أبو علي، وقيل أبو الضحاك
الفقيه، النيسابوري، صاحب الإمام
جاء من أولاده كثير من أهل العلم والفضل، فمنهم ابنه سلمة، والنضر بن سلمة، ومحمد ابن النضر، وسيأتي كل منهم في محله، إن شاء الله تعالى.

1 / 201