الإمام الورع الزاهد أبو عبد الله بن عبد الخالق، ولد (١) المعين، وكان هناك من علماء هذا الشأن، وقرأت عليه بكتاب «التبصرة» للإمام مكي بن أبي طالب ﵀، و«بالعنوان»، ثم قرأت بعد ذلك بثغر الإسكندرية حرسه الله ختمة واحدة، جمعا على الإمام العالم المقرئ البارع أبي القاسم، المذكور أعلاه بمذاهب الأئمة المشهورين/ ﵃، وهم: عبد الله بن كثير المكي، ونافع بن أبي نعيم المدني، وأبو عمرو بن العلاء البصري، وعبد الله بن عامر الشامي، والكوفيون، وهم: عاصم، وحمزة، والكسائي، من الطرق المشهورة عنهم، والمنصوص عليها في كتاب «التيسير»، وغيره من الكتب الموافقة له، وأخبرني أنه قرأ بها على الشيخ الإمام أبي الطيب عبد المنعم بن الشيخ الإمام الحافظ المحدث المقرئ البارع أبي بكر يحيى بن الخلوف الغرناطي ﵀، وقرأ الشيخ أبو الطيب بذلك على والده المذكور، وقرأ والده على الشيخ الإمام أبي بكر محمد بن المفرج (٢) البطليوسي، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي، نزيل الإسكندرية، وهو آخر من بقي من أصحاب أبي عمرو الداني. قال الشيخ أبو الطيب: قرأت (٣) أيضا بطرق أبي عمرو الداني على الأستاذ أبي داود سليمان بن يحيى بن سعيد، وأبي عبد (٤) الله محمد بن عبد الله النوالشي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الخزرجي، المعروف بابن

(١) في الأصل: (والد)، والمثبت من «غاية النهاية» (٢/ ١٦٠). قال ابن الجزري: قال أبو عبد الله الحافظ: أرى أن هذا هو جعفر بن محمد بن عبد الخالق الذي مات سنة خمس عشرة وست مائة، وهو من قدماء تلامذة أبي الجود. قلت: وفي هذا نظر، فإن جعفرا هذا إمام كبير مشهور يلقب بموفق الدين أبو الفضل، وذاك يلقب معين الدين أبو عبد الله، ووفاته أقدم من جعفر، ولهم آخر يسمى أحمد بن جعفر بن محمد بن عبد الخالق مصري يلقب بمعين الله، والله أعلم. اهـ. (٢) في الأصل: (الفرج)، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (ص/ ٤٥٤)، و«غاية النهاية» (٢/ ٢٦٥). (٣) في الأصل: (قرأ). (٤) في الأصل: (عبيد)، وسيأتي صحيحا بعد قليل، وانظر: «غاية النهاية» (٢/ ١٩٠).