ومن كلامه ان يقول: المؤمن بمنزلة التاجر البصير العاقل الذي ينظر اي التجارة اربح واسلم لبضاعته فيقصد إليها، كذلك المؤمن الذي لا يزال متصرفا في اعمال البر فرائضها ونوافلها والاستعانة عليها بطلب الحلال من المعاش مع ما قد اباح الله من الاستمتاع في غير محرم ثم يكون شديد الاشفاق والوجل يخشى ان يكون مقصرا ويخاف ان يكون ذلك التقصير مهلكا له عند الله لأنه لا يدري هل ادى حقوق الله وهل راعى «6» حدوده ولعله قد ضيع بعض ذلك وقصر فيه تقصيرا اسخط الله وأحبط عمله ويرجو مع ذلك ان لا يكون كذلك وأن يكون دأبه على «1» التوبة والاستغفار مما يعلم ومما لا يعلم من كل صغير وكبير ولا يزال كذلك في ذلك حتى يأتيه امر الله فيصير الى ارحم الراحمين
والثاني «2» ابو محمد جعفر بن مبشر الثقفي، وكان مشهورا بالعلم والورع، «6» قال الخياط: سألت «3» جعفر بن مبشر عن قوله تعالى: يضل من يشاء ويهدي من يشاء (16 النحل: 93، 35 فاطر: 8) وعن الختم والطبع فقال: انا مبادر الى حاجة ولكني ألقي أليك جملة تعمل عليها: اعلم انه لا يجوز على احكم الحاكمين ان يأمر بمكرمة ثم يحول دونها ولا ان ينهى عن قاذورة ثم يدخل فيها وتأول الآيات بعد هذا كيف شئت
قال ابن يزداذ: ولقد بلغ في العلم والعمل هو وجعفر بن حرب حتى كان يضرب بهما المثل فكان يقال: علم الجعفرين وزهدهما كما يضرب «4» المثل «5» في حسن السيرة بالعمرين «7»
পৃষ্ঠা ৭৬