من اين لك هذا؟ قال: من الكراريس التي قدمتها إلي ثم اتصل بعد ذلك بابن الزيات فأقطعه اربع مائة جريب في الاعالي، قال الحاكم: وهي تعرف بالجاحظية الى الآن
قال المبرد: سمعت الجاحظ «1» يقول: احذر ممن «2» تأمن فانك حذر «3» ممن تخاف، قال «4» المبرد: قال الجاحظ يوما: أتعرف مثل قول إسماعيل بن القاسم «15» شعرا (من الطويل):
ولا خير في من لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب
قلت: نعم قول كثير ومنه اخذ (من الطويل):
فقلت لها يا عز كل مصيبة ... اذا وطنت يوما لها النفس ذلت
«16» وكان مختصا بابن الزيات منحرفا عن احمد بن ابي داود «5» فلما قتل ابن الزيات «17» حمل الجاحظ مقيدا من البصرة وفي عنقه سلسلة وعليه قميص سمل فلما دخل على القاضي احمد بن ابي دواد «6» قال «7»: ما علمتك الا متناسيا للنعمة كفورا للصنيعة معدنا «8» للمساوئ وما فتني «9» باستصلاحي «10» لك ولكن الأيام لا تصلح منك لفساد طويتك، ورداءة طبيعتك «11»، وسوء اختيارك «12»، وغالب «13» ضغنك «14»، فقال الجاحظ:
পৃষ্ঠা ৬৯