وقتله هشام بن عبد الملك وقتل «8» صاحبه صالحا وسبب قتله ان غيلان لما كتب الى «9» عمر بن عبد العزيز كتابا قال فيه: ابصرت يا عمر وما كدت، ونظرت «10» وما كدت، اعلم يا عمر انك ادركت من الاسلام خلقا باليا، ورسما عافيا، فيا ميت «11» بين الاموات لا ترى اثرا فتتبع، ولا تسمع صوتا فتنتفع، طفئ امر السنة وظهرت البدعة، أخيف العالم فلا «12» يتكلم، ولا يعطى الجاهل فيسأل «13»، وربما نجت الامة بالامام وربما هلكت بالامام فانظر اي الامامين انت فانه تعالى يقول: وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا (21 الأنبياء: 73) فهذا امام هدى «14» ومن اتبعه شريكان، واما الآخر فقال تعالى: وجعلناهم أئمة يدعون «15» إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون (28 القصص: 41)، ولن تجد داعيا يقول:
تعالوا الى النار- اذا لا يتبعه «1» احد- ولكن الدعاة الى النار هم الدعاة الى معاصي الله، فهل وجدت يا عمر حكيما يعيب ما يصنع «2» او يصنع ما يعيب او يعذب على ما قضى «3» او يقضي ما «4» يعذب عليه، أم هل وجدت رشيدا يدعو «5» الى الهدى ثم يضل عنه، أم هل وجدت رحيما يكلف العباد فوق الطاقة او يعذبهم على الطاعة، أم هل وجدت عدلا يحمل الناس على الظلم والتظالم، وهل وجدت صادقا يحمل الناس على الكذب والتكاذب بينهم؟ كفى ببيان هذا بيانا وبالعمى عنه عمى- في كلام كثير
فدعا عمر غيلان وقال: أعني على ما انا فيه! فقال غيلان: ولني بيع «6» الخزائن ورد المظالم! فولاه فكان يبيعها وينادي عليها ويقول «7»: تعالوا الى متاع الخونة، تعالوا الى متاع الظلمة، تعالوا الى متاع من خلف الرسول في أمته بغير سنته وسيرته، وكان «8» فيما نادى عليه جوارب خز فبلغ ثمنها «9» ثلاثين الف درهم وقد ائتكل بعضها فقال «10» غيلان: من يعذرني ممن «11» يزعم ان هؤلاء كانوا ائمة هدى «12» وهذا يأتكل «13» والناس يموتون من الجوع
পৃষ্ঠা ২৬