وأخرج أبو داود عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء الصحابة عن آبائهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ظلم معاهدا، أو انتقصه حقة أو كلفة فوق طاقته، أو أخذ منة شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجة يوم القيامة". وأخرج البخارى فى صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: قال: لي سول الله صلى الله عليه وسلم "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، إن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما". وفى رواية النسائى: "من قتل قتيلا من أهل الذمة... ". ونحن نلفت النظر إلى أن المستعمرين من إنجليز وأمريكان وفرنسيين هم أبعد الناس عن عيسى وتعاليمه، وأكفر الناس بإنجيله ووصاياه! ولكنهم عندما يغزون بلادنا تتملكهم فجأة حمى التعصب الصليبى القديم، ثم يزعمون أنهم يحمون القلة الدينية فى بلادنا ضد ما يفترونه من عدوان محتمل!! وهذه صفاقة لا تستغرب من لصوص وفدوا للقتل والفساد فى الأرض! ولا يساويها فى القحة إلا أن يرسلوا جنودهم محتلين ثم يطالبوننا بحماية أرواحهم... كأن القافلة السائرة مسئولة أن تحمى أرواح من يقطع عليها الطريق!! ولقد أصبحت حماية الممتلكات الأجنبية والأقليات الدينية خرافة سمجة من خرافات الاستعمار المفضوح! فإن بلاد الإسلام ليست البلاد التى تصادر فيها عقيدة، أو تستباص! فيها حرمة! وقد حدث فى إبان اشتباكنا مع اليهود فى فلسطين أن بعض اليهود القاطنين بمصر ظهرت عليهم أعراض الخيانة، وحاولوا أن يطعنوا من الخلف وطنا طالما أواهم وأحسن إليهم، وقد اعتقل كثير من أولئك الغادرين، وإذا كنا أخطأنا فى شىء، فهو أننا تركنا أولئك يفلتون إلى إسرائيل ليحملوا السلاح يوما فى وجوهنا.. وأيا ما كان الأمر، فإن المسلم الذى يهدد قضايا بلاده العامة يضرب على يده، وتصادر حريته، فغيره من أهل الكتاب لن يقل عنه، وليس فى حبس هؤلاء وأولئك تعد على حدود الله . ص _038
পৃষ্ঠা ৩৮