وكذلك صنع الإسلام، وصح عن النبى صلى الله عليه وسلم في أنه أمر بقتل المرتدين والجواسيس. والمسلمون فى هذا الزمن مقبلون على عصر طويل من التضحيات والمغارم لينظفوا الوطن الإسلامى الكبير من بقايا الجاهلية الحديثة التى انحدرت إلى ديارهم ونكست ألويتهم، ولا ريب أن ذلك يتقاضانا من تساند القوى وتراص الصفوف جهدا شاقآ، فأيما محاولة لإحداث ثغرة، أو إيقاع فرقة يستفيد منها عدو الله وعدونا، فهى جريمة نكراء فى حق (الجماعة)، وكفران بالله ورسوله. والحكم بالقتل فى هذه الحالات لا ينطوى على شىء من القسوة، بل هو استئصال لشأفة الخونة، وتأمين لظهور المجاهدين، وثأر لشرف الإسلام وكرامة المسلمين. لقد تحددت الأوضاع بيننا وبين خصومنا، فهناك غرب صليبى مسلح اقتحم البلاد، واستذل العباد، وهنا شرق إسلامى أعلن فى حزم أنه لن يقبل الدنية، أو يخضع للهوان، فحق على كل مسلم أن ينزل على منطق الإيمان الذى رسمه القرآن : (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم). فكيف والإنجليز وقرناؤهم من المستعمرين هم قتلة الآباء والأبناء ومشردو الإخوان والعشيرة؟ إن موالاتهم جرم مضاعف يستتبع عقوبة مزدوجة، ومن ثم فالكاتب الذى يعطف عليهم بكلمة، والعامل الذى يؤدى لهم خدمة، والفلاح الذى يسدى إليهم نفعا، والحاكم الذى يتيح لهم عونا.. كل أولئك منسلخ من تعاليم الدين، مندرج فى غمار المرتدين والمنافقين! والنفير مع كتائب الجهاد إذا فصلت عن البلاد وضربت فى سبيل الله تبغي إصلاح فاسد، أو تأديب معتد، أو قمع مستبد، يعد فى نظر الإسلام واجبا كفائيا تقوم به الأمة فى جملتها ولا يرتبط بواحد معين من بنيها.. وقد أباح الإسلام أن يخرج النسوة المسلمات مع الجيش المسلم إذا شئن التطوع فى هذا الغرض النبيل. ص _036
পৃষ্ঠা ৩৬