17 (11-11) لا تفرض الأشياء الخارجية، التي تطلبها أو تتجنبها، نفسها عليك فرضا، إنما أنت، بمعنى ما، من يخرج إليها. فليهدأ حكمك عليها وسوف تهدأ هي بدورها، ولن تراك تسعى إليها بعد ولا تتجنبها.
18 (11-12) الروح كروية الشكل تظل محتفظة بهيئتها ما لم تنتأ تجاه شيء أو تنكمش من شيء، وما لم تشب أو تخمد، بل تبقى محتفظة بنور دائم ترى به حقيقة الأشياء جميعا وترى به «الحقيقة في ذاتها». (11-13) فلان يحتقرني؟ هذا شأنه. أما أنا فسأظل حريصا على ألا يبدر مني أي لفظ أو فعل يستوجب الازدراء. سيكرهني فلان؟ هذا شأنه. أما أنا فسأظل رفيقا حسن النية تجاه الجميع ، ومستعدا لأن أظهر فلانا هذا على خطئه؛ لا بتأنيب ولا بتصنع التسامح، بل بنبالة وإخلاص حقيقيين، مثل فوكيون العظيم (ما لم يكن متهكما في قوله).
19
هكذا ينبغي أن يكون ضميرنا الباطن، الذي تراه أعين الآلهة: ينبغي أن ترانا الآلهة غير ساخطين ولا شاكين. وماذا يضيرك إذا كنت الآن تفعل ما تسيغه طبيعتك وما يفي بالغرض الحاضر لطبيعة العالم - إنسانا أسند إليه تحقيق الخير العام على هذا النحو أو ذاك؟ (11-14) يحتقر بعضهم بعضا، وينافقه رغم ذلك. يريدون العلو والترقي، وينبطحون رغم ذلك! (11-15) ما أشد كذبه وتصنعه ذلك الذي يقول: «لقد عقدت النية على أن أكون مخلصا لك.» ماذا تفعل أيها الرجل، وما الداعي لهذه المقدمات؟ الأفعال سوف تكشف كل شيء. الإخلاص ينبغي أن يكون مكتوبا على جبينك، متجليا في نغمة صوتك وبريق عينيك، تماما كما يقرأ المحبوب كل شيء في أعين محبيه. للصلاح والإخلاص شميم نافذ لا يخطئه العابر. أما تكلف الإخلاص فأشبه بالخنجر. لا شيء أكثر شينا من صداقة الذئاب. فبعدا لها. الرجل الصالح والطيب والخير تنضح نظرته بهذه الصفات كلها ولا تخطئه العين. (11-16) عش الحياة على أفضل نحو ممكن. بوسع الروح أن تفعل ذلك إذا كانت غير مكترثة بالأشياء غير الفارقة
indifferent . وستكون غير مكترثة بهذه الأشياء إذا نظرت إليها ككل وإلى كل منها على حدة، وتذكرت أن لا شيء من هذه الأشياء يصدر حكما عن نفسه أو يفرض نفسه علينا؛ فالأشياء ذاتها خاملة. وإنما نحن الذين ننتج الأحكام عنها ونطبعها في عقولنا. وإن بوسعنا ألا نطبعها على الإطلاق، وأن نمحو في الحال أي حكم تصادف انطباعه. تذكر أيضا أن انتباهنا إلى هذه الأشياء لا يمكن أن يدوم إلا لحظة قصيرة ثم تنتهي الحياة. وما الصعب في ذلك على أية حال؟ فإذا كانت هذه الأشياء متفقة مع الطبيعة فتقبلها وستجدها سهلة يسيرة، وإذا كانت ضد الطبيعة فابحث عما هو متفق مع طبيعتك واسع في طلبه حتى لو لم يأت معه بمجد؛ فمن حق كل إنسان أن يلتمس ما هو خير له. (11-17) في كل شيء يعرض للخبرة انظر في مصدره الذي منه أتى، وفي مكوناته، وإلى أي شيء يتحول ، وأي صنف من الأشياء سيكون بعد أن يتحول، وأن التغير لن يضيره شيئا. (11-18) إذا ما أساء إليك أي شخص فانظر:
أولا:
ماذا تكون، في نظري، علاقتي بهم، وحقيقة أننا خلقنا من أجل بعضنا البعض، ومن جهة أخرى أنني خلقت لأكون قائدهم، مثلما يقود الكبش سربه والثور قطيعه؟ ولكن ابدأ من المبادئ الأولى. إذا كانت الأشياء جميعا ليست مجرد ذرات عشواء، إذن فالطبيعة تحكم الكل، والأدنى، بالتالي، خلق من أجل الأعلى، والأعلى من أجل بعضهم بعضا.
ثانيا:
أي صنف من الناس هم على موائدهم، وفي فراشهم ... إلخ؟ والأهم، أي صنف من السلوك تمليه آراؤهم عليهم. وبأي اعتزاز ورضا ذاتي يفعلون ما يفعلون؟
ثالثا:
অজানা পৃষ্ঠা