21
ولو أن أقرب شيء منه، وهو جسدك، تعرض لسكين أو كي، أو ترك ليتقيح أو يموت؛ فإن الملكة التي تحكم هذه الأحكام ينبغي أن تظل هادئة؛ أي ينبغي ألا تعتبره خيرا ولا شرا ذلك الذي يمكن أن يصيب الأشرار والأخيار على حد سواء؛ ذلك لأن ما يمكن أن يصيب الإنسان بغض النظر عن مدى إذعانه للطبيعة ليس بحد ذاته متفقا مع الطبيعة أو مضادا لها.
22 (4-40) انظر دائما إلى العالم على أنه كائن حي واحد، يتكون من مادة واحدة وروح واحدة. انظر كيف يذوب الكل في هذا الوعي الواحد، كيف تخضع كل أفعاله لنزوع واحد، كيف تتعاون الأشياء جميعا في كل ما يحدث، انظر أيضا الغزل الدائم لخيط الشبكة ونسيجها. (4-41) أنت روح ضئيلة هنا وهناك ... حاملة جثة. (كما اعتاد إبكتيتوس أن يقول). (4-42) التغير: لا شيء في العملية شيء في ذاته، ولا شيء في النتيجة خير في ذاته. (4-43) الزمن أشبه بنهر من الأحداث الجارية وتيار عنيف،
23
فما يكاد شيء يعن حتى ينجرف بعيدا (إلى الماضي) ويحل غيره محله، فما يلبث أن ينجرف بدوره . (4-44) كل ما يحدث فهو معتاد ومألوف كالزهر في الربيع والفاكهة في الصيف، كذلك أيضا المرض والموت، الافتراء والتآمر؛ وكل ما يسر الحمقى أو يؤلمهم. (4-45) في سلاسل الأشياء فإن اللاحق يكون دائما مرتبطا بما سبقه، لا مجرد إحصاء بسيط لأشياء منفصلة ومجرد تعاقب ضروري، بل ارتباط عقلي، ومثلما أن الأشياء الموجودة مترابطة بينها بانسجام، كذلك عمليات الصيرورة لا تعرض مجرد تتابع، بل انسجاما صميما مدهشا. (4-46) تذكر دائما قول هيراقليطس: «موت التراب هو أن يصبح ماء، وموت الماء ميلاد الهواء، وموت الهواء هو النار، وعود على بدء.» تذكر أيضا تصوره عن الإنسان الذي نسي طريقه إلى داره، وقوله إن الناس في خصام مع ألصق رفيق؛ «العقل» الذي يحكم العالم، وأن الأشياء التي يصادفونها كل يوم تبدو لهم غريبة. وتذكر أننا ينبغي ألا نعمل أو نتحدث كما لو كنا نياما، وأن النوم يجلب الوهم القولي والفعلي، وأننا ينبغي ألا نحذو حذو الأطفال مع آبائهم؛ فنقبل ببساطة كل ما يقال لنا. (4-47) كما لو أن إلها أخبرك أنك ستموت غدا أو بعد غد على الأكثر فلم تعلق أهمية على فرق يوم واحد (ما لم تكن مفرطا في الهلع، فما أضيق الفرق)؛ كذلك ينبغي عليك ألا تتصور فارقا يذكر بين أن تموت بعد سنين طويلة وأن تموت غدا. (4-48) اذكر دائما كم من الأطباء ماتوا بعد أن عقدوا الحاجبين فوق مرضاهم، كم من المنجمين ماتوا بعد أن تنبئوا بموت غيرهم بخيلاء عظيمة، وكم من الفلاسفة بعد مداولات لا نهاية لها عن الموت أو الخلود، وكم من الطغاة بعد أن تسلطوا على حياة الناس بغطرسة وحشية كما لو كانوا هم أنفسهم مخلدين في الأرض، واذكر أيضا كم مدن بأسرها قد زالت؛ هيليكي،
24
بومبي، هيركيولانيوم،
25
وغيرها مما لا يحصى. وأضف إلى الإحصاء كل أولئك الذين عرفتهم، واحدا تلو الآخر، يمشي أحدهم في جنازة الآخر، ثم ما يلبث أن تلفه الأكفان بدوره ويشيعه آخر،
26
অজানা পৃষ্ঠা