প্রতিদিন সাধনা: ২৫টি পাঠ সচেতন জীবন যাপনের জন্য
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
জনগুলি
في البداية، عندما نبدأ تماريننا على حالة الانفصال، فإننا سنقوم بذلك بشكل سطحي لأننا لا نكون فعلا منفصلين، وإنما نريد فقط أن نحمي أنفسنا من المعاناة، وأن ينقذنا الانفصال من المعاناة والفشل، ومن الهجران والمشكلات اليومية. ولن نفكر بالانفصال عن النجاح، والحفاوة، والمجد! إذن إننا نتعامل بمكر؛ نتظاهر! إنه تواضع كاذب، ولامبالاة وابتعاد غير حقيقيين، وفي الحقيقة، في دواخلنا، فإننا نضحك على أنفسنا ونخادع. ولكننا إذا واظبنا، وقررنا أن نتمرن على كل ذلك باستمرار؛ إذا قمنا في كل مرة، وبعد كل نجاح بالجلوس لنصفي ذواتنا بدلا من الانفعال عند الاحتفال، وأن نفعل الشيء نفسه بعد كل فشل، بدلا من الغضب وتأنيب الذات، عندها وبالتدرج ستحدث أشياء غريبة في دواخلنا، سيهزنا حينها بشكل أقل نتائج ما نقوم به، وسندرك أنه يوجد ما هو أكثر أهمية وراء كل ذلك؛ سنشعر كأننا على قمة جبل.
الوعي الكامل، والروحانية والتصوف
يمكن للحياة الروحية أن توجد خارج الممارسات الدينية. الروحانية هي بكل بساطة أرفع شكل لحياتنا النفسية، وهي التي نواجه بها المطلق وكل ما يتجاوزنا. إنها تذهب أبعد من الأنا، وتبقى مفتوحة على كل شيء؛ إذ إنها تنفتح أيضا على ما هو غير مدرك، وإلا فالأمر سهل جدا أن تكون روحنا مفتوحة على كل ما هو معروف، ومنطقي ومقبول؛ على المتوقع. إنها لا تهرب أمام ما يتجاوزنا، وإنما على العكس، تنفتح عليه بوعي كامل. ما هذا الذي يتجاوزنا؟ إنه هذا التيه الثلاثي؛ اللانهائي، والأبدي، والمطلق.
تفترض الروحانية باستمرار هذه الحركية الثنائية التي ذكرناها؛ التزام وانفصال. إننا نمارس ونستمر بالتقدم حتى النقطة التي نترك فيها كل شيء، حتى اللحظة التي نتخلص فيها من كل حقائب جهودنا وأهدافنا. ثم نترك أنفسنا للتأمل. في الديانة المسيحية، يعني التأمل «النظر طويلا بإعجاب»، ويتطلب ذلك قبلا «السلام وصفاء القلب». يعني ذلك بشكل أبسط الهدوء وعدم الحكم؛ أي، الوعي الكامل.
أما بالنسبة للفيلسوف أندريه كونت-سبونفيل، فتقود حالة التأمل إلى ممارسة التصوف: «يرى المتصوف الحقيقة وجها لوجه؛ إنه لا ينفصل عن الواقع عبر الكلام (أتكلم هنا عن الصمت)، ولا عبر العوز (أتكلم عن الامتلاء)، ولا عبر الزمن (أتكلم عن الأبدية)، وأخيرا عبر ذاته (أتكلم عن البساطة؛ فكرة «الأناتا» [أي، غياب الذات] البوذية). حتى الإله نفسه يقوم بذلك؛ إنها تجربة المطلق الآن وهنا.»
ويكون الوعي الكامل بهذه الطريقة حقيقة تصوفية علمانية؛ السعي إلى ما وراء الكلمات ومعانيها؛ استعداد للتنور وللمطلق، دون أن نأمل بها شيئا؛ لأن لا شيء يمكن عمله غير تركه يمتلئ بنا وينيرنا. وهذا ما يوصلنا أحيانا إلى حالة من النشوة الخفيفة، والهادئة والصامتة أحيانا.
النشوة، والافتتان، وحالة الوجد
النشوة هي الخروج من الذات والاندماج بشيء أكثر اتساعا؛ بوح إلهي، وأحيانا جسدي؛ إنها دخول في عالم آخر مختلف عن المعتاد، وبحالة من الوعي المختلف أيضا. إنها نوع من السقوط، أو القفز، أو الالتفاف لأننا عندما نعود، نكون بحالة من السمو؛ نكون في المطلق.
الافتتان هو حالة من السقوط في الذات، حيث نكتشف أن كل شيء موجود فيها. إنه الهدوء الذي سمحنا له بالخروج من الداخل؛ انفجار بركاني داخلي من الصفاء. إنه لمؤثر جدا أن نشعر بهذه الراحة التي نصنعها بأنفسنا، وأن ندرك كيف يربطنا هذا الهدوء «الداخلي» بالعالم بدلا من أن يفصلنا عنه، تاركين حالنا يتبدل، بدلا من السعي والمحاولة دائما لتغيير ما يحيط بنا.
يحدث كل هذا في لحظات الوجد، تلك اللحظات التي غالبا لا نتوقع قدومها. إنها لحظات من النعمة التي لا تنبثق إلا عندما نكون بوعي كامل، وبحضور كامل لما هو حقيقي، كما في هذه اللحظة التي ذكرها الشاعر كريستيان بوبان: «كنت أقشر تفاحة حمراء قطفتها من الحديقة عندما أدركت أن الحياة لا تهب لي ذاتها إلا بعد المشكلات الرائعة التي لا حل لها. بهذه الفكرة، دخل إلى قلبي محيط من السلام العميق.»
অজানা পৃষ্ঠা