প্রতিদিন সাধনা: ২৫টি পাঠ সচেতন জীবন যাপনের জন্য
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
জনগুলি
يقتضي الاتجاه الأول أن نوسع انتباهنا؛ يمكن للانتباه أن يكون مركزا (ضيقا) أو منفتحا (واسعا). نقوم في الانتباه المركز بتوجيه شعاع تركيز ضيق مثلا على فعل ما (أن نركز على ما نفعله)، أو على عرض ما (أن نكون مأخوذين بما نشاهد أو نسمع)، أو أفكار معينة («نستغرق» في انعكاساتها أو تداعياتها). الانتباه المنفتح، هو على العكس، يتجه نحو الاتساع، نحو الانفلات من مواضيع اهتمامه الأساسية، نحو التحرر بهدوء من الاندماج مع الأفكار أو المشاعر، شاملا مواضيع أخرى. هذا ما يحدث عادة عندما نكون في طور مراقبة ما نشعر به داخل جسدنا، فإننا في ذات الوقت نستطيع أن نحتوي بشكل متعاقب الأصوات حولنا، والأفكار، والمشاعر أثناء تمرين وعي اللحظة الحاضرة. هذا الانتباه الأكثر اتساعا يمتد بشكل طبيعي نحو ما يمكن أن نسميه «وعيا منتبها»، والذي يقترب بقوة من الوعي الكامل.
ولكن هناك شيء آخر في حالة الوعي الكامل. لا يركز الاتجاه الثاني الممكن للتمرين على «انفتاح» الوعي فقط وإنما أيضا على «نوعية» وعينا؛ أهو «تحليلي» أم «مغمور»؟ الوعي التحليلي هو ذلك الوعي الذي نستخدمه عندما نركز على حل مشكلة ما، رياضية أو وجودية. يعمل عندها ذكاؤنا بطاقته القصوى، وتتسلسل أفكارنا، وتتطور محاكمتنا، ونقوم بتحليل أسباب ونتائج المشكلة بدقة. أما الانتباه المغمور فإنه يكون في مستوى آخر؛ إنه يجعلنا ننسى ما نفكر به أو ما نفعله. الانتباه المغمور يمكن أن يتعلق بأنشطة بسيطة؛ أن نكون مأخوذين بفيلم مثير، أو بإيقاع خطواتنا أثناء الجري. ولكنه يتعلق أيضا بأمور أكثر تعقيدا؛ هبوط منحدر تزلج، العزف على آلة موسيقية، أو الاستغراق في مسألة فكرية. في كل هذه الحالات، نكون منتبهين بشكل كامل إلى ما نقوم به (وإلا سوف نسقط، أو نعزف نغمة خاطئة، أو سنكون بشكل دائم مشتتين عما نقوم به). حين نكون في حالة من الانتباه الذي ندعوه «مغمورا»، نكون حاضرين بشدة لما نقوم به حيث نكون «داخله» بشكل كامل، دون الحاجة إلى التفكير أو تحليل ما يحدث.
كلما ازداد اتساع انتباهنا وانغماره، اقتربنا من حالة الوعي الكامل؛ إنه حضور مكثف ومنفتح، ليس ذهنيا فقط وإنما عاما (محتويا كامل جسدنا) للتجربة التي نعيشها لحظة بلحظة.
تدريب الانتباه للحفاظ على الوعي
في حياتنا الذهنية، لا تحدث الأشياء فقط لأننا نرغب بحدوثها أو لأننا قررنا حدوثها، كذلك هو الأمر بالنسبة للانتباه.
العمل على الانتباه هو ضرورة اكتشفت منذ زمن طويل، في الشرق كما هو الحال في الغرب. لنستمع من جديد إلى ويليام جيمس: «إن القدرة على إعادة توجيه انتباهنا الذي يتشتت طوال الوقت، بشكل طوعي، تشكل أساس الحكم، والشخصية والإرادة. لا يكتمل الشخص الذي لا يملك هذه القدرة ... ولكن من الأسهل لنا أن نعطي معلومات نظرية عن هذه الحالة المثالية من أن نعطي إرشادات عملية من أجل القيام بها.»
إن هذه القدرة على جعل انتباهنا حاضرا هي في الحقيقة قاعدة أساسية لفعاليتنا العقلية كما لصحتنا النفسية، خصوصا أن طرق حياتنا المعاصرة تنحو إلى إضعافها وإفقارها؛ إننا نتطور أكثر فأكثر في بيئات «مسمومة نفسيا»؛ إنها تشتت انتباهنا عن طريق فرض مؤثرات متعددة (إعلانات الراديو أو التلفزيون أو التدفق المستمر للبريد الإلكتروني أو الرسائل القصيرة)، ومن خلال تقديم مغريات كثيرة وجذابة (التزايد الخطير، مثلا، في السينما كما في التلفزيون، في عدد الصور في الدقيقة الواحدة). المشكلة هي أن عقلنا يميل أصلا إلى هذا الاتجاه، نحو التسلية والتشتت. إن أرواحنا تؤخذ بالصخب والسهولة، كما تميل أذواقنا نحو الطعم الحلو أو المالح فقط.
هذا النوع من البيئات (وغياب وجود جهد لإيجاد حالة التوازن في مقابل ذلك) يجعل انتباهنا يميل إلى العمل دوما بناء على سجل انتباهي ضيق ومحدود. فيعتاد على البقاء في حالة تركيز ولا يفعل شيئا سوى الانتقال من موضوع إلى آخر، ومن هم إلى آخر، ومن تسلية إلى أخرى، إلخ. إننا نعتقد اليوم أن تكون حركية الانتباه هذه، المبنية غالبا على نمط ضيق وتحليلي، هي في الحقيقة مسئولة عن الاجترار الذي يغذي حالات القلق والاكتئاب.
من هنا تأتي الأهمية الكبرى للعمل على تطوير قدرات الانتباه، من أجل حمايته أو ترميمه. إن ممارسة التأمل، من خلال وجهة النظر هذه، يمكن اعتبارها نوعا من تدريب الانتباه، حتى لا نكون بعد الآن مسروقي الوعي أبدا. «الدرس السابع»
إن تدريب انتباهنا لهو في صميم ممارسة الوعي الكامل. اجلسوا، ركزوا على تنفسكم، راقبوا كيف تغادر أفكاركم بعيدا، وعودوا إذن بانتباهكم إلى تنفسكم. مرة، عشر مرات، مئات المرات. لقد احتجتم إلى المئات من الخطوات قبل أن تتعلموا المشي، وأنتم تقومون الآن بمئات الخطوات للحفاظ على هذه القدرة. إنه ذات الأمر فيما يخص قدرات الانتباه؛ فإذا كنتم تعيشون في حالة تشتت وتستمتعون بالاستجابة للمغريات، أو المضي هنا وهناك، تاركين انتباهكم يتبع كل ما يضيء وكل ما يصدر صوتا، ستصير قدراتكم فقيرة جدا. إن تمارين الوعي الكامل، وخاصة «حركية الخروج» من التمرين والعودة إليه (العودة بالذهن في كل مرة إلى اللحظة الحاضرة) تمثل تدريبا ذهنيا استثنائيا. مارسوا، ثم مارسوا، وإلا لا تستغربوا أن يمارس ذهنكم كثيرا من الحيل عليكم.
অজানা পৃষ্ঠা