154

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

প্রকাশক

دار الأدب الاسلامي

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

مجزأة بن ثور السدوسى

((مَجْزَأَةُ بْنُ ثَوْرٍ كَمِيٌّ بَاسِلٌ قَتَلَ مِائَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ مُبَارَزَةً؛ فَمَا بَالُكَ بِمَنْ قَتَلَهُمْ فِي خِضَمِّ المَعَارِكِ !!))

[المُؤَرِّخُون]

هَا هُمْ أُولَاءِ الأَبْطَالُ الأَمْجَادُ مِنْ جُنْدِ اللَّهِ يَنْفُضُونَ عَنْهُمْ غُبَارَ ((القَادِسِيَّةِ)) جَذِلِينَ(١) بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ نَصْرٍ ...

مُنْتَشِينَ بِمَا كُتِبَ لِإِخْوَانِهِمُ الشُّهَدَاءِ مِنْ أَجْرٍ ...

مُتَشَوِّقِينَ إِلَى مَعْرَكَةٍ أُخْرَى تَكُونُ صِنْواً(٢) ((لِلقَادِسِيَّةِ)) فِي رَوْعَتِهَا وَجَلَالِهَا ...

مُتَرَبِّصِينَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ بِمُوَاصَلَةِ الجِهَادِ، لاجْتِثَاثِ(٣) العَرْشِ الكِسْرَوِيِّ مِنْ جُذُورِهِ.

* * *

لَمْ يَطُلْ تَشَوُّقُ الغُرِّ المَيَّامِينِ وَتَشَوُّفُهُمْ(٤) كَثِيراً.

فَهَا هُوَ ذَا رَسُولُ الفَارُوقِ يَقْدُمُ مِنَ المَدِينَةِ إِلَى ((الكُوفَةِ))، وَمَعَهُ أَمْرٌ مِنْ الخَلِيفَةِ لِوَالِيهَا أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ(٥) بِالمُضِيِّ بِعَسْكَرِهِ وَالالْتِقَاءِ مَعَ جُنْدِ الْمُسْلِمِينَ القَادِمِينَ مِنَ ((الْبَصْرَةِ))، وَالانْطِلَاقِ مَعاً إِلَى ((الأهْوَازِ))(٦) لِتَتَبُّعِ

(١) جذلين: فرحين.

(٢) صنواً للقَادِسيّة: أختاً لها.

(٣) لاجتثاث العرش الكسروي: لاقتلاعه من أصله.

(٤) تَشَوُّفُهُمْ: تطلعهم وانتظارهم.

(٥) أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيّ: هو عَبْدُ اللَّه بن قَيْس بن سَلِيم الأَشْعَرِيّ صحابي جليل من أَهْل اليمن لما أراد الهجرة إِلَى الرّسُولِ صلى الله عليه وسلم من اليمن، ألقت به السفينة إِلَى أرض الحبشة، وَالتقى بالمهاجرين إليها، وقد استعمله النَّبِي عَلَى زبيد وعدن ثم ولاء عُمَر بن الخطاب البصرة، وكان أحد الحكمين بين عَلِيّ وَمُعَاوِيَة من قبل عَلِيّ.

(٦) الأهواز: إقليم من أقاليم فارس يقع على الخليج في غربي إيران اليوم.

159