115

Surah Al-Qasas: An Analytical Study

سورة القصص دراسة تحليلية

জনগুলি

وقوله تعالى: ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ﴾ «١» مشعر بعظم الصورة التي يتصورها الإنسان من (النبذ) الذي هو إلقاء باحتقار ثم إن قوله تعالى ﴿فَأَخَذْنَاهُ﴾ مشعر بكلية الجيش المنبوذ في اليم، وحقيقة الصورة نابعة من صورة المجاز فيها (الأخذ) و(النبذ) .
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ﴾ «٢» فيها أحد أجمل أنواع التصوير البلاغي في بابه، وذلك متمثل في أن (سماع اللغو) نتيجته (الإعراض عنه)، وقد تأتى ذلك التصوير للقوم االمؤمنين من خلال أداة الشرط (إذا) وجواب الشرط (عرضوا)، ثم حذف (اللغو) والاستعاضة عنه بهاء (عنه)، فأنظر كيف غدا النص اعجازبًا تصويريًا بلاغيًا، لا يمكن لأحد أن يجيء بمثله مهما حاول من محاولات.
وقوله تعالى: ﴿اللَّيْلَ سَرْمَدًا﴾ «٣»، وقوله تعالى: ﴿النَّهَارَ سَرْمَدًا﴾ «٤» على التوالي صورة مجازية لتقرير إستفهامي هو سؤال العارف، فصارت الصورة في الذهن منقلبة عن الصورة الحقيقية (الليل اللاسرمدي) و(النهار اللاسرمدي) إلى الصورة المجازية الآتية من الإستفهام عن الليل والنهار السرمديين، وهذا من أبلغ التصوير.
وقوله تعالى: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ﴾ «٥»، قول بديع بليغ فيه كل أنواع التصوير الفني، وذلك نابع من أن إسناد النوء بالحمل مجازيًا إلى المفاتيح لا إلى (العصبة أولي القوة)، فهو من المقلوب لفظًا ومعنى.

(١) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٤٠.
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٥٥.
(٣) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٧١.
(٤) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٧٢.
(٥) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٧٦.

1 / 115