التي كانت موضوع العناية والتطبيق من حيث اتصالها ببيئة الطلاب وحياتهم اليومية ونطلع على منهج الصحابة أنفسهم في التلقي، ومدى تجاوبهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتفاعلهم مع الشريعة الغراء، وخاصة السنة الشريفة، كل هذا ليكون بحثنا موضوعيا دقيقا، يصور الواقع الذي كانت عليه السنة تصويرا صحيحا.
وإن دراسة المربي والمادة والطلاب لتبين مدى نجاح تلك التجربة لأن كل جانب من هذه النواحي الثلاثة أثره البعيد في فهم المادة العلمية المدروسة وبقائها مدة طويلة في نفوس الطلاب واضحة جلية، فكلما تضافرت هذه العوامل الثلاثة في طرق الإيجاب، كانت الفائدة عظيمة جليلة، وبقيت المادة في أذهان الطلاب أمدا بعيدا، وإذا تنافرت هذه العوامل وقل تجاوبها فيما بينها لم تؤت أكلها، وتضاءلت الفائدة المرجوة منها، وسرعان ما يأتي النسيان على تلك المادة التي كانت موضوع البحث والدراسة والتطبيق، وعلى ضوء هذا نتناول البحث من أطرافه الثلاثة المذكورة في هذا الباب.
...
1 -
الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
[أ] معلم ومرب:
مهما حاولت أن أصف الدرجة التي وصل إليها
الرسول - صلى الله عليه وسلم -
من الخلق الكريم والسلوك المستقيم فلن أستطيع الإحاطة بذلك، ولا غرابة فأي أديب يمكنه أن يعبر عن العناية الإلهية التي شملت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جميع مراحل حياته؟ وأي مؤرخ يمكنه أن يستقصي جميع أخباره دقيقها
পৃষ্ঠা ৩২