সুন্দুক দুনিয়া
صندوق الدنيا
জনগুলি
قال لي صاحب قديم خلطته بنفسي زمنا: أصحيح هذا؟
قلت: ماذا؟
قال: هذا الذي كتبته عن عاطفة الأبوة.
قلت: وما سؤالك أنت، أإنكار هو أم أسلوب جديد في الإعراب عن الموافقة؟
قال: أما ما ذكرت عن عاطفة الإخاء وأنها لا تختلف عن الصداقة في أصولها، وأن الناس يفطنون إلى ذلك بالسليقة فينعتون الصديق بالأخ، فصحيح، وكذلك ما أشرت إليه من أعاجيب الوراثة قد تقضي إلى التنافر بين الأخوين.
قلت: إن التعادي قد يقع بين الأخوة حتى من غير أن يكون للوراثة دخل، وما أكثر الأسباب التي تؤدي إلى انفراج الحال ووقوع النبوة، كأن يكونوا من أم واحدة أو أب واحد - أي غير أشقاء - أو يكون أحدهم أكثر توفيقا في الحياة، أو آثر عند أبويه وأحب إليهما. وأحسبك تذكر قصة يوسف - عليه السلام - وحسد إخوته له لأنه أحب إلى أبيهم منهم:
لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين * إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين * اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين * قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين .
وهذه الآية الكريمة تريك كيف يتحدث الأخوة بقتل أخيهم ويأتمرون به ويتفقون على إلقائه في الجب وتركه لمن عسى أن يلتقطه من المارة، ويذهب به إلى حيث يشاء من الأرض، ويبيعه أو يتخذه عبدا له أو يصنع به ما يحب، كأنما لا يجري في عروقه نفس الدم الذي يجري في عروقهم، وكأنما لا تربطهم به صلة ولا تعطفهم عليه آصرة، وكل هذا لماذا؟ لأن أباهم فيما يرون أحنى عليه منه عليهم وأكثر شغفا به ورقة له!
وأدل من ذلك وأولى بالملاحظة أن أباهم نفسه يدرك بفطرته السليمة وبإلهام حبه ليوسف، أن كون يوسف أخا لهؤلاء ليس يمانعهم أن يسيئوا إليه ويكيدوا له غيرة وحسدا، تأمل هذه الآية:
إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين * قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين .
অজানা পৃষ্ঠা