সুন্দুক দুনিয়া
صندوق الدنيا
জনগুলি
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.» ويكون ذلك في جوف الليل، ثم تصلي ست ركعات فإذا سلمت تقرأ الدعاء تسعمائة وخمسين مرة، وفي حال قراءتك للدعاء تصور المطلوب بين عينيك كأنك تجذبه إليك، فإذا وفيت العدد المطلوب تقرأ هذه الآيات سبعا وهي
يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ،
لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ،
وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني
تقرأ هذه الآيات سبعا وأنت في كل ذلك تبخر بالجاوي واللبان الذكر.
ثم طويت الورق ووضعته في جيبي وخرجت إلى السوق، وقد بدأت أشعر كأني فوق الناس، أو كأني أمشي في السحاب، واشتريت قليلا من الجاوي واللبان والفحم، وخرجت على الفتاة وأنا عائد إلى البيت، فلما رأتني أحمل هذه الأشياء ضحكت وقالت «أتراك صرت خادما؟ مبروك إن شاء الله»، فألقيت إليها نظرة عطف مشوبة بالكبر، وقلت ملغزا ويدي على جيبي «أترين هذا الجبل؟ - وأشرت إليه - سيحمل الليل إليك صوتا منه» ومضيت غير عابئ بضحكها وسخرها.
ولا أطيل، خلوت بقية النهار إلى نفسي حتى فرغت مما فرضت «الفائدة الأولى»، ثم قمت بعد العصر بقليل وفي اعتقادي أني قد اختفيت عن أعين الناس، وقصدت إلى حيث الحمار مقيد ففككت القيد وأسرجته وألجمته ووضعت عليه «خرجا» فيه ما يلزمني من مواد البخور وأعواد الثقاب والفحم وسبحة وموقد صغير وإبريق فيه ماء، ووضعت فوق «الخرج» فروة صغيرة لجلوسي، ثم ركبت الحمار بعد أن صار أعلى من البغل وسرت به بين المساكن إلى الجبل، وكان الناس قد ألفوا مني هذا الخروج، فلم يلتفت إلي أحد، ولكني كنت أعجب لهم في ذلك اليوم كيف لا يدهشهم أن يروا الحمار سائرا وحده وليس عليه راكب؟ وعللت ذلك بأن السر الذي أخفاني عن أبصارهم لا بد أن يكون قد امتد إلى الحمار أيضا فتوارى مثلي عن العيون، فجعلت أتلفت يمينا وشمالا وأضحك، واتفق أني مررت بشيخ كليل البصر وإن كان فيما ترى العين سليم النظر، ولكني لم أكن أعرف ذلك - فحككت له أنفي بسبابتي ورحت أخرج له لساني وأمط شفتي تحت أنفي، فلما لم أجده التفت إلي صفقت من فرط الجذل، ففزع الرجل قليلا، فقلت لنفسي سمع الصوت، ولم ير الشخص فحق له أن يفزع، فطغى بي الطرب ولم أعد أطيق هذه المشية الهينة، فضربت الحمار فمضى يعدو بي إلى الجبل. وهناك في سفحه ترجلت وربطته إلى حجر على باب كهف صغير كنا - وأعني غلمان الحي - نقيل فيه إذا حميت الشمس، وفرشت الفروة في جوف الغار ووضعت الفحم في الموقد، وأشعلت فيه النار وتركته للريح قليلا لتضرمه، واستلقيت أنا على الأرض، وانطلقت أفكر فيما سيكون من أمر الفتاة معي بعد أن أفرغ من العمل، وجمح بي الخيال فبدا لي كأني في التهليل والتسبيح والدعاء فجاءني رجل وجلس عن يميني لم أر في زماني أحسن منه ولا أطيب ريحا، فقلت: من أنت؟ قال: أنا الخضر جئتك حبا في الله عز وجل، وعندي هدية أريد أن أهديها إليك فقلت: وما هي؟ قال: هي أن تقرأ. فقاطعته وقلت: كفى. كفى. لقد بح صوتي من القراءة فدع هذا وهات لي ...
ولم يعجبني هذا، فاختصرت الحكاية وجعلت الخضر يقوم مغضبا وأنا لا أعبأ شيئا، وعدلت بالخيال إلى سواه فتصورت الفتاة تهب من النوم مذعورة تلهج باسمي ويهتف بها هاتف أن اخرجي إلى مكان كذا في سفح الجبل، فتخرج في ظلام الليل حافية عارية الرأس في ثياب النوم ولا تزال تجري حتى تبلغ الكهف دامية القدمين من وخز الحصى والرمال، فتقف بالباب وتناديني فأدع القراءة وأصيح: من؟
فتقول: فلانة (أو لعل الأحسن أن تقول حبيبتك فلانة).
فأقول: «ماذا يجيء بك إلى هنا؟»
অজানা পৃষ্ঠা