74

1

واتجاهها نحو الدستور الخماسي، وطافت بالصين موجة ثورية ارتفعت إلى الذروة عندما بدأنا في إصدار الصحف، وانضم إلينا في هذه المرحلة أبطال من أمثال هسوسي لن وسن يين تسي وتسو تسن وغيرهم.

وبدأت ثورة بنلي مستقلة سنة 1907 معتمدة على قواتها؛ إذ كان جيشها قد جند من أعضاء فرع الرابطة المتحدة فيها، وبينما كان هذا الجيش يصطدم بالجيش الإمبراطوري في حرب الحياة والموت كان أعضاء الرابطة بطوكيو يحاصرون مكتبنا ويلحون في طلب السفر إلى الميدان، ومنهم من بكى كالأطفال حين تعذر عليه السفر.

وقد وصلت إلينا أنباء ثورة بنلي متأخرة لسوء الحظ فلم نستطع تدبير العدة الملائمة، فخسرنا المعركة ووقع لو تاويي ونين تياوبي ويوان هن يين وغيرهم من الزملاء في أيدي جنود الإمبراطورية ، فحكم على بعضهم بالموت وعلى آخرين بالسجن، وكانت هذه هي «المعمودية» الأولى للرابطة في ميدان القتال، وأمكننا أن نعتقد بعد هذه المعركة أن الدعوة الثورية استولت على البلاد في مجال من السعة والقوة لم يسبق له نظير، ولم يكن في وسع أعضاء الرابطة بطوكيو أن ينظروا إلى هذه الحال قانعين بالفرجة والسكوت، فالتمست الحكومة الإمبراطورية من حكومة اليابان أن تخرجهم من بلادها، فخرجت من اليابان ومعي هان ين وشينج وي ميممين شطر أنام لتنظيم فرعنا بهانوي وإعلان عصيان آخر، وثرنا في شاوشو وانهزمت جنود هوان كان فابتلينا ثم بالهزيمة الثالثة.

ثم نشبت ثورة في مركزي ليان وشيان من جراء الإضراب عن أداء الضريبة وأرسلت الحكومة الإمبراطورية أربعة آلاف جندي بقيادة كوجين شانج لقمع الفتنة، فأمرت هوانج كاي تسيانج وهويي شين بالذهاب إلى معسكراتهم وإقناعها بتأييد الثوار، فوعد كلاهما بالانضمام إلى الثورة إذا نهضت بها قوة جدية.

ولم نكن قبل تأليف الرابطة نتلقى من المعونة المالية غير القليل، وأكثر المتبرعين من تربطهم بي صلات شخصية، ولم يجسر غيرهم على التبرع، فلما تألفت الرابطة أخذت الإعانات تتوارد علينا من الخارج. وأذكر ممن أعانونا يومئذ شانج تسين سيانج الذي باع مصنعه بباريس وأعطانا ستين أو سبعين ألف ريال، وأذكر منهم هوانج تسين نان من أنام وقد أعطانا جميع مدخراته التي تبلغ بضعة آلاف ريال، وأذكر منهم كذلك بعض أثرياء أنام أمثال لي شو فونج وتسنج هسي شو وماي بي شن الذين تبرعوا بنحو عشرة آلاف ريال.

ولم يسعني بعد الهزائم المتوالية في قتالنا مع جيوش الإمبراطورية أن أبقى مطلق الحرية في اليابان أو هونج كونج أو أنام أو أي مكان على مقربة من الصين، وكاد العمل على مقربة من وطني أن يصبح إحدى المستحيلات، فعهدت بالقيادة إلى الزميلين هوانج كاي سيانج وهوهان مين ومضيت في جولة حول العالم لجمع التبرعات.

وعلى أثر ذلك أنشأ هوانج سيانج وهو هان مين لجنة رئيسية بهونج كونج للإشراف على شئون الجنوب، واجتمعوا مع شاوبو سيانج وني يانج شين وشوشي سين فأضرموا الثورة معتمدين على الفرق العسكرية الحديثة التدريب، وكانت فكرة هذه الثورة سديدة فارتفعت راية العصيان سنة 1910.

وبرحت أمريكا إلى الشرق خلال هذه الفترة، فعلمت بالثورة عند وصولي إلى سان فرنسيسكو، وأقلعت على الأثر قاصدا إلى الفيليبين ثم اليابان للعودة من ثم إلى الصين، ولكن الجواسيس عرفوني بيكاهاما فتعذر علي المقام بها ويممت الجنوب حيث اعتزمت الاجتماع بهوانج كي سيانج وهوهان مين للتشاور في خطط المستقبل، وكانت الكآبة ترين على الزملاء حينئذ بعد توالي الهزيمة وخسارة المواقع الصالحة واضطرار كثير من الزملاء إلى الفرار والمهاجرة، وأعوزتنا القدرة على إعادة الكرة من جديد.

ألفيت الزملاء على حالة سيئة من التشاؤم، وانطلقت منهم آهات الأسف والأسى عندما هممنا بالبحث فيما ينبغي أن نصنع، وانحرف بعضهم عن بعض بنظره، وانفردت بالكلام فذكرتهم أن هزائمنا الماضية كانت أفدح وأصعب من هزائمنا الأخيرة، وأن عدتنا اليوم قد تكون قليلة، ولكن موجة السخط تعلو وتتسع يوما بعد يوم وتشتد معها الروح المعنوية بين أبناء الأمة، فإذا عقدنا عزائمنا على الخطة التي أرسمها فإنني كفيل بتدبير المورد اللازم ... قالوا: إذا كنا لا نصيب حاجتنا للنفقة على أنفسنا، فكيف ترانا نصيب الموارد اللازمة للمضي بالثورة؟

অজানা পৃষ্ঠা