وقد عرف الصينيون قديما مزية فول الصوية بديلا من غذاء اللحم وعول عليه الصينيون واليابانيون قواما للتغذية منذ ألوف السنين، وأزمة اللحوم تحس اليوم في البلاد التي تعول عليها فلا بد من حل لعلاج هذه الأزمة، ولهذا اقترح في برنامج التنمية الدولية أن نصدر هذا اللحم الصناعي ومعه مستخرجات اللبن الصناعي والزبدة الصناعية لتصديرها إلى أوروبة وأمريكا، وأن نستعد لتصدير هذه الأصناف بإقامة المعامل التي تخرج للغرب الأغذية النتروجينية الرخيصة، وأن نستبدل هذه المعامل بالصناعات اليدوية تجديدا للصنف وإقلالا للتكاليف. (9-2) صناعة الملابس
إن المواد الأصيلة لصنع الملابس هي الحرير والكتان والقطن والصوف وجلد الحيوان، وسأتناول الكلام عنها بعناوينها.
الحرير:
فالحرير من مكتشفات الصين، استعمل للكساء عدة آلاف من السنين قبل الميلاد، وهو صناعة من أهم الصناعات الوطنية في الصين، كانت الصين إلى زمن قريب تنفرد بتصديره إلى أنحاء العالم ، ولكن اليابان وإيطاليا وفرنسا أخذت هذه الصناعة لاعتمادها على الوسائل العلمية في المزروعات والمصنوعات؛ إذ لا تزال الصين معتمدة على وسائلها العتيقة كما كانت قبل آلاف السنين.
ولما كان الإقبال على الحرير يزداد في أنحاء العالم فتحسين الزراعة والصناعة فيما يتعلق به عمل مربح جدا، وينبغي أن ينشأ في كل مركز من مراكز الصناعة الحريرية مكتب علمي يتولى إرشاد الزراع وتعليمهم تربية الديدان الصحيحة، وينبغي أن تكون هذه المكاتب تابعة لإدارة مركزية، وأن يكون من عملها جمع اللوزات لتمكين الزارع من الحصول على ثمن مناسب، ولا بد من إقامة المعامل الحديثة لتحضير خيوط الحرير للصناعة الداخلية والصناعة الخارجية على السواء، ويقترن إنشاء هذه المعامل بإنشاء معامل للمنسوجات الحريرية تباع في الأسواق الوطنية والأسواق الأجنبية، وتضم جميع هذه الصناعات إلى رقابة قومية واحدة تمولها رءوس الأموال الأجنبية ويتعهدها الخبراء المختصون لتوفير أحسن المحاصيل الاقتصادية وإخراج أرخص الأصناف وأجودها.
الكتان:
والكتان أيضا صناعة وطنية قديمة، ومن مصنوعات الصين الجنوبية صنف من التيل الجميل اشتهر باسم حشيش الصين، ويمكن أن يضارع الحرير في نعومته وزهوه إذا عولج بالوسائل الحديثة، ولكن الصين على ما أعلم لم توجد فيها بعد أمثال هذه الوسائل لنسج التيل، ويصنع التيل الصيني في الأنوال اليدوية، فمن الواجب أن نستورد الآلات اللازمة لهذه الصناعة، وأن ننشر مراكزها في الجنوب حيث تتوافر الخامات والأيدي العاملة.
القطن:
والقطن محصول أجنبي دخل الصين منذ قرون، وأصبح صناعة وطنية مهمة في عهود الأنسجة اليدوية، ولكن ورود المنسوجات القطنية من الخارج قتل هذه الصناعة، وأصبحنا نصدر إلى الخارج مقادير كبيرة من القطن ونستورد مقادير كبيرة من المنسوجات القطنية، فما أعجب هذا عندما نفكر في وفرة الأيدي العاملة الرخيصة بيننا!
على أن المعامل القطنية قد أنشئت أخيرا في موانئ المعاهدات، وجنت أرباحا عظيمة من صناعتها، وقيل: إن بعضها وزع في السنوات الأخيرة أرباحا تضارع مائة في المائة، وترتفع أحيانا إلى مائتين، والطلب يزداد على سلع القطن، ولكن المعروض قليل، فلا بد من توفير المعامل وإنشاء سلسلة من المراكز تضمها رقابة واحدة تعمل على تحسين الصناعة وتيسير الحصول عليها بالثمن الرخيص.
অজানা পৃষ্ঠা