وتلاقت العينان في نظرة مزعجة، فاجتاحت عيسى موجة عاتية من الغضب، وتساءل بصوت متهدج: مزيدا من الشرح من فضلك!
فقال الآخر في امتعاض وحزن: أنت تعرف ما أعنيه يا عيسى.
فسأله بحدة أسمعت أركان الحجرة الوقور: أبك شك من ناحيتي؟ - لم أقل هذا. - إذن ما تقصد؟
فقال وهو يقطب استياء من حدة لهجته: القرائن خطيرة!
فهتف: بل هي حقيرة لدرجة أنه لا يمكن أن يهضمها إلا عقل حقير! - الظاهر أن أعصابك ... - أعصابي كالحديد وأنا أعني كل كلمة تفوهت بها.
فاحتد الرجل قائلا: إذا أثرت غضبي فسيكون أمرا مؤسفا حقا!
ولم يكن بقي له من أمل في سلوى أكثر من واحد في المائة، فصاح بجنون: لا أبالي كيف يكون الأمر، وأيا كانت خطورة القرائن التي تذكرها فإنني لم أكن يوما انتهازيا ولم يكن للملك السابق فضل علي.
وهب الرجل واقفا ووجهه يقطر غضبا قانيا، وأشار إلى الباب بذراع متشنجة دون أن ينبس بكلمة، وهكذا غادر عيسى الحجرة.
ورغم ذلك كله قرر ألا يذعن لليأس قبل أن يستميت في الدفاع عن ركن العزاء الذي لم يتهدم، يجب أن تكون الكلمة الأخيرة لسلوى دون غيرها، ولم يكن ينتظر الكثير من شخصيتها ولا من حبها، ومع ذلك طلبها عصر اليوم التالي في التليفون، وقال لها بتوسل: سلوى .. يجب أن أقابلك فورا!
وجاءه الجواب كالصفعة!
অজানা পৃষ্ঠা