============================================================
مما ابتلى به ، فساله الخنزير عن الذنب الذى استحق به تلك العقوبة، فزعم الفرس أن لا ننب له.
فقال له الخنزير: كلا؛ بل أنت كانب فى زعمك ، أو جاهل بجرمك ، فإن كنت يا فرس كانبا فما ينبغى لى أن أنفس عنك خناقا، ولا أن اصطنع عندك معروفا ولا أن لتخذك وليا ، ولا أن التمس عندك شكرا ، أو أطلب فيك أجرا .
وأته كان يقال : إذا رايت نفس الكذاب قد تشبث بها عالم الفساد فكلها إليه ، فإنه اللاثق بها لفساد تركيها ، والليل على فساد تركيب نفس الكذاب أنها مضرة به ، معرضة عن الحقيقة فى الحواث، ونزاعة إلى العدم المحض(1)، فتصور العدم وجودا، والباطل حقا وتصور ثلك فى نفس المغتر بها إلى الراكن إلى قولها .
لوكان يقال : احذر مقارنة نوى الطباع المرنولة(2) ، كيلا تسرق طباعك من طباعهم وانت لا تشعر.
الاوكان يقال : أصب ما يعانيه الانسان ممارسة صاحب لا تتحصل منه حقيقة.
الوكان يقال : لا تطمع فى استصلاح الرنل والحصول على مضافاته، فان طباعه أصدق إليه مناى فلن يترك طباعه لك ثم قال الخنزير : وان كنت يا فرس جاهلا بجرماى الذى استوجبت به هذه العقوبة فجهلك بذنبى أعظم منه ، فمن جهل ننوبه أصر عليها ولم يرج فلاحه .
الاوكان يقال : احذر الجاهل فإنه يجنى على نفسه، ولست أحب إليه منها .
الوكان يقال : ما شىء أشبه بالكنب من الجهل ، وذلك لأن الكذاب يتتاسى الصورة والقضية المحسوستين، ويتخيل الكنب الذى هو ضدها حتى ينطبع ال ذلك فى عقله ويترك الصواب عمدا إلى غيره، والجاهل يرى الأشياء على لاف ما هى عليه، فيرى القبيح حسنا والحسن قبيحا، وانما الفرق بين الجاهل والكاذب : أن الكانب يأتى ما يعلم خطأه فيه، والجاهل لا يعلم نلك ، (1) الفذاء.
(2) الخسيسة والدنينة .
পৃষ্ঠা ৬৪