============================================================
ملك سابور، ويباغت(1) من بها من رؤساء الفرس قبل أن يملكوا عليهم رجلا، الاولم يكن للفرس هم إلا الفرار بين يديه والاعتصام منه بالمعاقل ، فلم يزل قيصر على ذلك حتى بلغ مدينة سابور وقرارة ملكه وهى المسماة جنديسابور(1) فأحاط بها جنوده، ونصب عليها المجانيق (1)، ولم يكن عند من بها من عظماء الفرس حيلة فى دفعه باكثر من ضبط الأسوار والقتال عليها ، وكل هذا قد علمه سابور على التفصيل مما يعلمه إياه وزيره ويدسه فى أحاديثه من الإشارات ال والرموز والكنايات ، وكان سابور لم تسمع منه كلمة منذ سجنه قيصر فى تلاى الصورة: ظما عرف سابور آن قيصر قد تقلت وطأته على أهل جندى سابور وقد لم الأسوار(2) بالمجانيق ، وأشرف على افتتاح المدينة ؛ عيل صبره(5)، وساء ظنه بوزيره وجزع ويئس من النجاة مما هو فيه .
فلما جاء الموكل بطعامه قال له : ان هذه الجامعة قد نالت منى منالا عظيما وت نها، وسمعها وزير سابور، فطم آن سابور قد جزع وساء ظنه وفطن لماقصده سابور لما جن الليل وجلس لمسامرة المطران قال له : لقد نكرت الليلة حديثا عجييا ما نكرته منذ كذا وكذا سنة ، ولوددت أنى كنت حدشه للبطرك قبل سفرى عنه فقال له المطران : إنى راغب اليك أن تحدشى به الليلة أيها الحكيم الراهب .
فقال الوزير: نعم وكرامة، ثم اندفع يحدثه رافعا صوته ليسمع سابور فقال : إنه كان عندنا بجليقية(1) فتى وفتاة فى نهاية الحسن والظرف ، اسم الفتى ما معناه : عين أهله، واسم الفتاة ما معناه : سيدة النار، وكانا زوجين (1) يفاجيء .
2) جند يسابور : مدينة اير انية فى القليم خورستان بناعها سابور بن ارشير فسبت اليه .
وهى مدينة خصبة واسعة الخير بها النخل والزروع والمياه . عجم البلدان (3272) .
(2) المجانيق ، مفردها منجنيق : وهى آلة حربية ترحى بها القذائف .
(4) اى هلك وهدم .
5) اى نفذ صبره .
(6) جليقية : ناحية كرب ساحل البحر المحيط من ناحية شمال الأتدلس فى أقصاه من جهة الغرب ، معجم البلدان (3205) .
পৃষ্ঠা ৬১