============================================================
المجلس رجل من حكماء الروم ودهاتهم نو فراسة صادقة، فلما وقعت عينه على سابور آنكره، وجعل يتامل شخصه ونظرته فرأى عليه مخايل الرياسة، فطفق يسشفه ولا يصرف بصره عنه ، فاتى ذلك المتفرس الرومى بكأس فيها صورة سابور، فتأمطها فانطبعت فى نفسه إه مثال نذلك الشخص الذى أنكره، ال وغلب على ظنه أنه سابور فأمسك القدح فى يده إمساكا طويلا، ثم قال رافعا صوته : إن هذه الصورة التى فى هذا القدح تخبرنى أمرا عجيبا، فقال له : ما الذى تخبرك هذه الصورة * قال : تخبرنى أن الذى هى مثال له معنا فى مجلسنا هذا، ونظر إلى سابور وقد تغير حين سمع مقالته فحقق ما ظنه به وأعاد القول، فلغ كلامه قيصر فأناه وساله، فأخبره أن سابور معه فى مجلسه، ال واشار إليه فأمر قيصر بالقبض على سابور، فقبض عليه، وقرب من قيصر ضاله عن نفسه فتعلل بضروب من العلل، فقال ذلك المتفرس : لا تقبلوا عذره فهو سابور لا محالة، فأمر قيصر بقله لير عبه بذلك، فاعترف لهم بأنه سابور لوكان يقال : قلوب الكماء تستشف الأسرار من لمحات الأبصار، وطالما ل لت اواثل المبصرات على أواخر المنتظرات .
ل وقيل : كما ان الأبصار مرائى تتطبع فيها المشاهدات إذا سلعت من صدا الآفات ، فكذلك العقول مرائى تطبع فيها بعض الغايات إذا سلمت من صدا الشهوات .
وقيل : من الألة على مكاشفة الله القلوب ببعض الغيوب أن الإنسان قد ال يتوقع الشىء يكرهه أو يحبه ، ثم يكون ذلك الشىء الذى يتوقع على نحو ما توقع منه ، فقد يرى الإتسان فيحبه لغير إحسان فرط منه اليه أو يبغضه لغير اساءة جناها عليه ، ثم يكون منه الإحسان أو الإساءة .
قول : ولما اعترف سابور بصدق ذلك المتفرس حبسه قيصر مكرما، وأمر فعملت له من جلود البقر صورة بقرة كأعظم ما يكون من البقر، وطبقت عليها الجلود سبع طبقات، واتخذ لها باب من أعلاها فى ظهر الصورة يدخل إليها
পৃষ্ঠা ৫৭