({والثاني) : إن بعضا من أوامره مطاعة مجابة ، عوارض العوائق عن متتمساته لمنحسيرة منجابة ، ممن اصطفاه الجناب المقدس، وقدمه ، ورفعه على أمثاله ، وكرما فحاز بذلك المقام المحمود ، شرفا ياقيا وحسبا ، وأوتي من كل شيء فاتبع من مناهج الشيم المرضية سببا ، راختص بخصائص تهتز لها أعطاف القلوب فرحا وطربا :
تجمعت لعاره كل محبسة وهو البليغ اذا قال أو كتبا
وكم من من را مسمعها ومن فنون خطوط أبدعت عجبا
أمره ، أن يمضى ذلك الرأي في إنشاء الكتاب المقدم ذكره وأن نوليه طرفا مان العناية والإنصاف ، فجمع بين ما يعتقده من وجوب الأول في إنشائه إلى امتثال طاعة أمره بذلك ، وظاهر أن المصنفات الموجودة في هذا الفن ( أعنىن علم الأخلاق والسير) وما يتعلق بها تحاوز حلود الكثرة ، وتتشعب أنحاؤها ، وتختلف طرقها ، حتى يكاد يتعدر إحصارآها ، فتأمل المملوك ما وجد من الكتب(1) في هذا العلم تأملا شافيا ، وانترع منها ما كان قابلا للتشجير والتقسيم، على {أن فوق كل ذي علم عليم (2)}.
وأجرى فيه الإيجاز والاحتصار ، واطرح الأكثر حذر الإضجار ، وجمع فيه بين كلام الحكماء المتقدمين ، والعلماء المتأخرين ، وبدأ به مستعينا با لله تعالى على عمله ، مستمدا من إرشاده وتوفيقه ، وهو عز اسمه مؤتيه بقدرته وطوله ومشئته ومبنى هذا الكتاب على أربعة فصول :
(الفصل الأول) : في مقدمة هذا الكتاب .
(الفصل الثانى ) : في أحكام الأخلاق وأقسامها .
{الفصل الثالث) : في أصناف السيرة العقلية وانتظامها .
{ الفصل الرابع)) : في أقسام السياسات وأحكامها .
পৃষ্ঠা ৩৬