আল-সুলুক ফি তাবাকাত আল-উলামা ওয়া-আল-মুলুক
السلوك في طبقات العلماء والملوك
তদারক
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
সংস্করণের সংখ্যা
الثانية
وَمن لحج ثمَّ من قَرْيَة بِنَا أبه الْعليا واستثقل ذَلِك فسميت بمنيبة بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون النُّون وَفتح الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة مَعَ تشديدها ثمَّ هَاء سَاكِنة وَسميت بِالِاسْمِ الأول لِأَن أول بانيها رجل من قُرَيْظَة يُقَال لَهُ أبه بِفَتْح الْهمزَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة مَعَ التَّشْدِيد وَسُكُون الْهَاء خرج من هَذِه الْقرْيَة جمَاعَة من الْفُضَلَاء يَأْتِي ذكر المتحقق مِنْهُم إِن شَاءَ الله
وَمِنْهُم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد بن معن القريظي ميلاده سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وتفقهه بعمر بن عبد الْعَزِيز الأبيني مقدم الذّكر وَكَانَ فَقِيها صَالحا مُحدثا وَغلب عَلَيْهِ علم الحَدِيث وَله مُخْتَصر إحْيَاء عُلُوم الدّين وَدخل عدن فَجمع كتب السّنَن وَألف مِنْهَا كتاب الْمُسْتَصْفى ثمَّ كتاب الْقَمَر على منوال الْكَوْكَب وَكتاب الْمُسْتَصْفى من الْكتب الْمُبَارَكَة المتداولة فِي الْيمن يعتمده الْفُقَهَاء والمحدثون ويتبرك بِهِ الْفُقَهَاء والأميون
وَلَقَد وجدت بِخَط الْفَقِيه الْعَالم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ نفع الله بِهِ مَا مِثَاله أَخْبرنِي الْفَقِيه فلَان رجل سَمَّاهُ من أهل سردد أَنه رأى النَّبِي ﷺ يَقُول لَهُ اقْرَأ كتاب الْمُسْتَصْفى على جَدِيد وعَلى الْفَقِيه إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْكتاب ثمَّ قَالَ الْفَقِيه وَهَذَا الْمَنَام يدل على بركَة المُصَنّف وفضله وَفضل الْبَلَد الَّذِي صنف فِيهِ
قَالَ ابْن سَمُرَة قيل إِنَّه رأى النَّبِي ﷺ فَدَعَا لَهُ بالتثبيت
لقِيه بعدن وَوجدت بِخَط بعض أكَابِر الْفُقَهَاء الْمُتَقَدِّمين مَا مِثَاله سَمِعت الشريف أَبَا الْجَدِيد يَقُول ثَبت لي بطرِيق صَحِيح عَن الشَّيْخ ربيع صَاحب الرِّبَاط بِمَكَّة أَنه رأى فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة النَّبِي ﷺ فَقَالَ من قَرَأَ الْمُسْتَصْفى الَّذِي صنفه مُحَمَّد بن سعيد كَامِلا دخل الْجنَّة
وامتحن بِالْقضَاءِ وَكَانَ ورعا زاهدا وَله قرَابَة هُنَالك يعْرفُونَ بالقريظيين إِلَيْهِم خطابة الْقرْيَة ثمَّ خطابة قَرْيَة فَور وَلَهُم الْجَامِع بالقرية الْمَذْكُورَة وَوَقفه لَهُم وَنَظره إِلَيْهِم يتوارثون ذَلِك إِلَى عصرنا ويتأدون من غلَّة الْوَقْف بعمارة الْمَسْجِد وَالْأَرْض فَلذَلِك لم يطق أحد أَن يُغَيِّرهُ وَمن هم بذلك من الظلمَة شغل بشاغل يمنعهُ وَمن ذُريَّته القَاضِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مياس الْآتِي ذكره بطرِيق يَأْتِي بَيَانهَا إِن شَاءَ الله وَمِنْه أَخذ القَاضِي عَليّ الْقَضَاء إِذْ هُوَ ابْن بنته وَكَانَ قد امتحن بِالْقضَاءِ وَولي
1 / 375