সুলতান মুহাম্মদ ফাতিহ
السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية
জনগুলি
كان تسليح المحاصرين بصفة عامة سيئا، فلم يكن لديهم السلاح الكافي ولا السلاح الجيد، ولكن كانت عندهم النفوس القوية والعزائم الحديدية قد جعلوا نذرا قتال الأتراك حتى الممات.
وفي هذه الأثناء كان بلطه أوغلي قائد الأسطول العثماني قد نفذ أوامر سيده بدقة وراقب بأسطوله حركات الأعداء عند مدخل القرن الذهبي، وبعث جزءا من أسطوله لمهاجمة الجزر القريبة في بحر مرمرة، فأحرق بعضها وباع سكانها الذين نجوا من عذاب الحريق.
وتمكن العثمانيون من نصب مدافعهم الضخمة القوية أمام الأبراج وأخذوا في ضرب المدينة ودق أسوارها بقنابل زنتها مائتا رطل وساروا في عملهم بنشاط وحماس لا نظير لهما.
وكان على المحاصرين أن يراقبوا بحزن عميق وقلق ضرب مدينتهم الجميلة، وهذه القنابل الكبيرة تنهال على أسوارها فتحدث الخراب والدمار، وتحدث رجة وهزات عنيفة، كما كان على سكان المدينة أن يراقبوا حركات الأسطول العثماني، وأخذوا يدأبون على إصلاح الأسوار وتعمير ما دمر منها من جديد، وكان الجهد الذي يبذلونه قاتلا، لا يستطاع معه الصبر مدة طويلة، وعانوا من الذعر والفزع والتعب ما لم يعانه سكان مدينة أوروبية في العصور الوسطى.
وكانت هناك بعض مناوشات في أول الأمر من ناحية الإنكشارية الذين كانوا يسخرون من الموت، كما يقول معاصروهم من الإفرنج؛ فلقد كانوا يغشون ساحة الوغى كالأسود الكاسرة التي لا تفكر في شيء، وإذا سقط وحدان منهم حملهم الآخرون على ظهورهم متعرضين للموت، متجشمين الخطر، مسارعين إلى الهجوم، فإذا قتلوا حملهم آخرون من زملائهم بحيث لا يبقى منهم أحد ثاويا بجانب الأسوار.
ولذا لم يستطع المحاصرون النوم لحظة من الوقت أمام الضرب المتواصل وأمام خطر الهجوم الذي يهدد من لحظة إلى أخرى، وأمام الهجوم البحري الذي قد يقتحم القرن الذهبي.
وفي أثناء الحصار جاءت مكاتبات من هونيادي المجري يعلن فيها إلى أهل القسطنطينية أنه قد أعاد أمور الدولة إلى الملك فلاديسلاف، وأنه أصبح من أجل ذلك في حل من اتفاقه مع السلطان محمد الثاني، ربما ظهر ذلك الموقف الجديد في مصلحة البيزنطيين فقد يهدد هونيادي ومن معه من المجر حدود بلاد السلطان من الشمال الغربي مما قد يدعو السلطان إلى رفع الحصار عن المدينة فترة من الوقت تستطيع معها التنفس. ولقد أطلع السلطان مبعوثي المجر على مدفعيته العظيمة وانصرف المبعوثون سالمين إلى بلادهم، وانتهى الأمر عند هذا الحد.
وبعد مرور أسبوع من الحصار كان التلف بجدران الأسوار قد وصل إلى درجة ظن فيها أن الترك سيقومون بهجوم لاقتحام أسوار المدينة عنوة. ولذا في 18 أبريل بدأ هجوم عنيف على الأسوار هلك فيه جم غفير من الأتراك، وإن كانوا بأصوات طبولهم وأبواقهم وتكبيراتهم يظهرون أكثر عددا مما هم. وبلغ الأمر حدا أن الإمبراطور البيزنطي كاد يهلك من الجزع، ولم يجد غير الدموع يطفئ بها لهيب جزعه على مدينته وعاصمته الكريمة. لم يكن المدافعون مستعدين تماما لهذا الهجوم غير المنتظر، ولكن كما يقول باربرو مؤرخ فتح هذه المدينة: «لم يسمح الله بدخول الأعداء المدينة هذه المرة.» وانتهى الهجوم دون نتيجة بعد أربع ساعات في نضال مستمر عنيف ومحاولات لتسلق الأسوار ونقبها.
وكان هذا الفشل المؤقت الذي لحق محاولة الأتراك داعيا إلى تقوية نفوس البيزنطيين وحلفائهم من الأجانب، وزيادة ثقتهم بأنفسهم وتضاعف مجهوداتهم لإصلاح العطب الذي نال الأسوار، وشكر الإمبراطور قسطنطين وقساوسته الله على ذلك النجاح.
وقامت مع هذه المحاولة محاولة من الأسطول العثماني لاقتحام القرن الذهبي، وكان الأسطول مجهزا بكل وسائل الحرب المعروفة في ذلك الوقت، ويحمل عددا كبيرا من المحاربين ويسير معظم سفنه بالمجاديف، تقدمت السفن العثمانية بعددها ورجالها لمهاجمة السفن التي تحمي مدخل القرن الذهبي ، ولكي تقطع السلسلة ومن القرن الذهبي تحاصر المدينة من ناصيتها الغير محمية.
অজানা পৃষ্ঠা