সুলতান মুহাম্মদ ফাতিহ
السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية
জনগুলি
كان فتح القسطنطينية أمنية من أكبر أماني المسلمين منذ نشأة دولتهم. فلقد حاولوا الاستيلاء عليها مرارا قبل عهد السلطان الفاتح. ففي دمشق كان معاوية بن أبي سفيان يمني النفس بالاستيلاء على مدينة القياصرة، ويرى في ذلك تثبيتا للخلافة الأموية ومجدا لا يماثله مجد، فأرسل قوة عظيمة إلى البوسفور لم تبال بما قاسته من المرض وقلة الزاد، وأمدها بابنه يزيد.
كان القتال حول هذه المدينة دائما عنيفا، وكانت خسارة المسلمين فيه دائما كبيرة، وظل معاوية يرسل بحملات سنوية استولت فعلا على إحدى الجزر القريبة من القسطنطينية لمدة سبع سنوات ثم تركتها حين تولى يزيد الخلافة. أنقذ المدينة تفوق البيزنطيين البحري ثم النار الإغريقية التي عرفت في ذلك الوقت، وفي هذا الحصار وتحت أسوار المدينة العظيمة استشهد أبو أيوب الأنصاري الصحابي المشهور، فأصبح لمدينة قسطنطين مركز خاص في نفوس المسلمين.
ولكن حلم الأمويين بالاستيلاء على هذه المدينة لم ينته بموت معاوية، فما إن استقر لهم الملك حتى عادوا يعدون العدة لتحقيقه، فكانت المحاولة الثانية في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك، وكان الوليد قبل مماته قد أعد تجهيزات عظيمة برية وبحرية لتحقيق هذا الغرض المنشود. هاجم مسلمة بن عبد الملك المدينة برا وبحرا في عهد الإمبراطور ليو الثالث. وكان ذلك الرجل ممتازا في الحرب والسياسة فاستطاع أن يضم البلغار إلى جانبه، كما استطاع أن يهزم المسلمين برا وبحرا، ولعبت النار الإغريقية دورها بنجاح في هذه المرة أيضا.
كانت محاولة مسلمة آخر محاولة جدية قام بها العرب لفتح هذه المدينة، فلقد اضطرب أمر بني أمية، وجاءت الدولة العباسية فشغلت عن مدينة القياصرة بسكنى ديار الأكاسرة، ولم تعد تهتم بأمر الأسطول وظلت مدينة القياصرة الشرقيين منيعة باقية إلى أن جاء الأتراك العثمانيون.
فكان أول من حاصرها منهم السلطان بايزيد الأول ولكنه اضطر لرفع الحصار عنها حينما بلغه غزو التتار لبلاده، ثم حاصرها السلطان مراد الثاني، ولكن ضعف الأسطول العثماني وعدم وجود المدفعية القوية كانا عاملين على تركها، ويكفي أن ننظر إلى الاستعدادات العظيمة التي قام بها السلطان محمد الثاني وإلى المشقة التي وجدها في الفتح حتى نعرف إلى أي حد كانت القسطنطينية منيعة قوية.
ولم يكن العرب والترك وحدهم هم الذين تاقت نفوسهم لفتح هذه المدينة؛ فلقد حاصرها الأفار والبلغار وفشلوا في الاستيلاء عليها، ثم في أوائل القرن الثالث عشر غزاها اللاتين والصليبيون وفتحوها عنوة، ثم عادت الدولة البيزنطية للظهور في القسطنطينية مرة ثانية بعد أن ضعف اللاتين وذهبت ريحهم.
الممهدات للحصار
ثم قضى الله أن يستولي الأتراك العثمانيون على هذه المدينة الخالدة في منتصف القرن الخامس عشر.
ففي 3 فبراير سنة 1452 مات السلطان مراد الثاني عدو المسيحية الأكبر الذي كان اسمه يبعث الرعب في الدولة البيزنطية وفي أوروبا، مات في أدرنة عاصمة دولته الأوروبية بعد حياة حافلة بالانتصارات الرائعة على المجريين ومن حالفهم من سكان شبه جزيرة البلقان.
وكان ابنه محمد لا يزال مقيما في مدينة مغنسيا في آسيا الصغرى، قد أبعد عن أمور الحكم والسلطنة بعدما تولاها مرتين، وكان لا يزال حديث السن لم يمض بعد الحادية والعشرين من عمره، وكان لا يزال قريب عهد بالزواج من بنت الأمير التركي نورجاتير، وصلته أخبار وفاة والده فلم يعلنها خوفا من ثورة الإنكشارية، وأسرع بمغادرة هذه المدينة إلى جاليبولي فوصلها بسرعة كبيرة، وفي غاليبولي أعلن نبأ وفاة أبيه، ثم دخل مدينة أدرنة حيث أعلن سلطانا للأتراك العثمانيين باسم محمد الثاني، وفي أدرنة استبقى وزراء أبيه خليلا وإسحق بالرغم من حقده الشخصي عليهما، فكثيرا ما كان هذان الرجلان يخشيان بأسه ويحذرانه ويثنيان أباه عن عزمه في التخلي عن السلطنة له، ولكن محمدا الثاني أراد الاستعانة بهما في أمور الحكم لتجاربهما الواسعة ولدرايتهما بشئون الدولة ولتعلق الجنود بهما.
অজানা পৃষ্ঠা