الامام الحسن عليه السلام الرضا بالصلح ، وقريب التناول كذلك من سياق التهديد والوعيد في زياد وهو يرد في خطابه على تهديد معاوية.
وبعد هذا كله ، فليس في هذين التصريحين ما يصح الركون اليه من احصاء أو تعيين أعداد.
وعلمنا ان سليمان هذا ، كان صديق المسيب بن نجية وصاحبه الذي تربطه به وشائج أخرى هي أبعد اثرا من الصداقات الشخصية. وقد مر عليك في النص [ رقم 4 ] قول المسيب للحسن في معرض العتاب على الصلح : « ومعك اربعون الفا ». ومن المقطوع عليه أن مثل هذين الصديقين لا يختلفان في قضايا أهل البيت (ع) اختلافهما في هذا التقدير.
اذا ، فما من سبب لشذوذ كلمة ابن صرد ، الا كون راويها الدينوري الذي انفرد في قضية الحسن بعدة روايات لم يهضمها التمحيص الصحيح!.
وشاءت المقادير أن لا يفارق الزعيمان الصديقان الدنيا ، حتى يأخذا جوابهما عمليا عن عتابهما الطائش الذي قابلا به امامهما أبا محمد عليه السلام ، فيما أنكرا عليه من الصلح.
فبايعهما على الاخذ بثأر الحسين عليه السلام سنة 65 هجري ثمانية عشر الفا من أهل الكوفة ، ثم لم يكن معهما حين جد الجد في ساحة « عين الوردة » غير ثلاثة آلاف ومائة. ومنيا من خذلان الناس بما ذكرهما بالصميم من قضايا أهل البيت عليهم السلام .
ثم استشهد سليمان والمسيب وهما زعيما حركة التوابين في عين الوردة ، واستشهد معهما يوم ذاك أكثر من كان قد انضوى اليها.
** واما ثانيا :
فالعدد ثمانون الفا أو سبعون الفا ، وهو ما تضمنه كلام الحسن في جواب الرجل الذي قال له : « لقد كنت على النصف فما فعلت؟ ».
وكلام الحسن في حقيقته لا يدل على أكثر من عشرين الفا على
পৃষ্ঠা ১২০