সুলাফা আল-আসর
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
إذا لم تكن مشتكي حزنه ... فليس له في الورى مشكى
وقوله أيضًا
أيا قمرًا قد بت في ليل هجره ... أراقب أسراب الكواكب حيرانا
جعلتك في عيني لتخفى عن الورى ... وما كنت أدري أن في العين انسانا
ذكرت بهذا قول الرمادي شاعر الأندلس
من حاكم بيني وبين عذولي ... الشجو شجوي والعويل عويلي
في أي جارحة أصون معذبي ... سلمت من التعذيب والتشكيل
إن قلت في بصري فثم مدامعي ... أو قلت في قلبي فثم غليلي
لكن جعلت له المسامع موضعًا ... وحجبتها عن عذل كل عذول
ولما سمع أبو الطيب المتنبي البيت الثاني من هذه الأبيات وكان معاصره قال يصونه في استه وكان الرمادي لما سمع قول المتنبي
كفى بجسمي نحولًا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني
قال أظنه ضرط والجزاء من جنس العمل رجع ومن شعره قوله أيضًا
سألتك يا روحي بحقك لا تطل ... مغيبك عن صب إليك مشوق
إذا غبت عنه ساعة صار أعينا ... يلاحظ يا مولاي كل طريق
وقال أيضًا
وبمهجتي من لو تبدى وجهه ... فضح الشموس المشرقات جبينه
وإذا رنا متماثلًا في عالج ... سجدت له غزلانه وغصونه
وقال أيضًا
تحقق أني فيه أصبحت مغرمًا ... ولكنه لم يدر ما سبب الحب
تعشقت منه حالة لست قادرًا ... على وصفها إذ لم يذقها سوى قلبي
وقال وقد أقسم من يهواه. أن لا يحل مكانًا حواه.
يا مقسمًا بالمثاني أن يجيء مكاني ... كفر يمينك حتمًا فأنت وسط جناني
متى تباعدت عني وأنت في القلب دان ... متى تغيبت عني وأنت عين عياني
والله ما كنت وحدي ... إلا رأيتك ثاني
وقال أيضًا
لست مولاي أبتغي منك وصلًا ... لا ولا أبتغي اقتراب حماكا
إنما منيتي وغاية قصدي ... وسروري من الزمان رضاك
وقال في المعنى
كلهم يطلبون وصلًا وقربًا ... ومرادي من الزمان رضاكا
كل ما في الوجود غيرك وهم ... أبعد الله كل شيء سواكا
وقال أيضًا
أترى ترق لحالتي ... يا من تغافل عن شؤوني
هلا رحمت مدامعًا ... سالت عيونًا من عيوني
وقال أيضًا
ظمئت من الزمان فصار وردي ... كورد الشاربين من السراب
ولم تترك لي الأيام صبرًا ... سوى قدر المودة في الصحاب
وقال أيضًا
وما الجزع لولا أنتم فيه برهة ... وما أهله لولا يكون لكم ذكر
وما ساكنون الحي إلا لأجلكم ... لهم عندنا شوق وفي قلبنا قدر
وهو ينظر إلى قول الأول
أحبابنا ما الجزع ما المنحني ... ما رامة ما الشعب لولاكم
ما قام هذا الكون إلا بكم ... وما الجود المحض إلاّكم
وله أيضًا
أرى الجسم مني يضمحل وإنما ... محبتكم تقوي عليّ وتثبت
ولم يبق من غرس السلو بقية ... ولكن غصون الود في القلب ينبت
وله أيضًا
شغلت بحبيه عن الخلق جملة ... سوى من به شاهدت بعض صفاته
وعما قليل يعدم الناس كلهم ... لديّ فلا أصبو إلى غير ذاته
وله من قصيده
تخيل لي نفسي على البعد سلوة ... وذلك في التحقيق سلوان سلواني
وكيف سلوي عن هواك بغيره ... وما شمت انسانًا سواك بإنساني
وله من أخرى
ما زلت أطلبه في كل ناحية ... فينظر الناس مني فعل حيران
وأورد له صاحب الريحانة شعرًا غير هذا لم نثبت منه شيئًا وفاء بالشرط
الشيخ عبد الرحمن العادي
مفتي الحنفية بدمشق المحمية
1 / 214