সুলাফা আল-আসর
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
واتبع ذلك بنثر صورته. المولى الذي إذا أخذ القلم ومشى. وأرى غباره أرباب البلاغة والانشا. لا يرمي علي من رماه البين بسهمه. ولعبت صوالج الأحزان بكرة فهمه. فمن مدح المدح بالرثا. وقابل النضر بالغثا. فقد بان عذره. واتضح فعل الزمان به وغدره. وقد كنت قبل ادراج هذا الرثا في أثناء الجواب. أرقت ذات ليلة من تجرع ذلك المصاب. فنفثت القريحه. في تلك الليلة التي كاد أن لا يكون لها صبيحه.
لقد كان روض الأنس يزهو بوردة ... شذا كل عطر بعض نفحة طيبها
فمد إليها البين كف اقتطافه ... وامحل ذاك الروض بعد مغيبها
ولم يصف لي من بعدها كأس لذة ... وكيف تلذ النفس بعد حبيبها
فروّى ثراها من سحائب أدمعي ... ومن لي بان يروى بسح صبيبها
فقصدت أن أثبتها في ذي الجواب وأخرياته. لما عسى أن يكون من محفوظات مولانا ومروياته. وقد طال هذا الهذا. وطغى القلم بما هو للعين كالقذا. فليحبس عنانه. ويرح سمع المولى وعيانه. والسلام
الشيخ أحمد بن عبد الله
بن عبد الرؤف المكي
أديب بدأ أقرانه وفاق. ونفق أدبه في زمان كساده أحسن نفاق. بقريحة وقاده. وذكاء ملك به زمام الأدب وقاده. مع مشاركة في العلوم الشرعيه. وقيام دبشروطها المرعيه. إلا أنه ما طلع بدره حتى أفل. ولا ورد ظعنه حتى قفل. فمات سنون الاكتهال. ولم يسعفه الدهر بامهال. وكانت وفاته لأربع بقين من محرم مفتتح السنة ثمان وسبعين وألف. وله شعر لا يقصر عن السداد. وإن لم يكن بطلًا فمن كثير واد. فمنه قوله مادحًا سلطان الحرمين الشريفين الشريف زيد بن محسن
انخ عربًا قد شمت برقك معتلى ... فحيهلًا غوثًا به الكرب ينجلي
وأوضح ركامًا واطرح جهم لب ... وسر عنقًا نحو الجعافر وارمل
ورد نهلًا مستبطنًا من فراتها ... وعلًا فما بعد اللقا من تعلل
وهيّ قلوص القصد فالجوّ مقمر ... ودرج السرى خصب ولا عذر فارحل
وشيد بنا الآمال في دوحة العلا ... فلا فخر في أحيا موات التسفل
وطف بنجيمات اللواتي أقمن في ... ربى ضارج الآرام مغنى التغزل
يرنحن قدًا كالقضيب تمايلًا ... إذا صافحته في السرى يد شمأل
يخيل برق السيف في سحب هامهم ... وسح الدما قطر فما صيب الولي
إذا اقتعد الجرد السلاهب خلتها ... رخاء ولكن كم بها من مجندل
يتيح المنايا للنفوس التي بنت ... عن الرشد من غمر عنيد ومذغل
ويحيي نفوسًا بالولاية إذ عنت ... ويتحفها بالسيب بعد التبهل
أيا ملكًا لم يسمح الدهر مثله ... ومولى وإني مثل سلمان يا علي
جرا شاي قد سامت مديحك حقبة ... من الدهر لولا أصغر غير مقول
وها قد دعاني الشان يا خير من دعى ... وأكبر من لبى ببشر التهلل
ولم أحذ حذ والمستطيل عناؤه ... بنسبة من ذي معمّ ومخول
ولكن بمجد جاء من دوحة العلا ... ومرجعه علياك أكرم بمؤمل
فمتنى باسنادي الصحيح مؤيد ... ولست كمن يدلى بمتن مقلل
عبودية أوليتها بتقادم ... لسلسة الآباء يا خير من ولى
فلا غرو أن ألفيت منك تلفتًا ... فربتما يخبا ثليل التخول
على أن وصفًا منك يزري فصاحة ... بعنصر طبع يلحق النظم بالحلى
فيرقي على عرش القريض بلاغة ... ويخمد ما أوراه زند الترسل
وأنت غنيٌّ عن زخارف مقول ... كما جاء في النص المبين المسلسل
وعن خير من صلى وسلم ذو العلى ... عليه ختام الرسل طه المظلل
وعن آله الغر الكرام وصحبه ... وتابعهم ذي المجد في كل محفل
وذاتك في كنز الكمال خبية ... وليس لنا الانصاب الممثل
1 / 140