33
بلغ كمال بيت أخته بالسكرية حوالي العصر فوجد الأسرة مجتمعة في الصالة بكامل هيئتها، فصافحهم وهو يقول مخاطبا أحمد: مبارك الليسانس ..
فأجابته خديجة بلهجة خالية من معاني الابتهاج: مبارك عليك، ولكن تعال اسمع آخر خبر، البك لا يريد أن يتوظف ..
وقال إبراهيم شوكت: ابن خاله رضوان مستعد لتوظيفه إذا وافق ولكنه يصر على الرفض. كلمه يا أستاذ كمال لعله يقتنع برأيك أنت ..
خلع كمال طربوشه، ونزع - من شدة الحر - الجاكتة البيضاء فألبسها مسند كرسي ، ومع أنه كان يتوقع معركة إلا أنه قال باسما: حسبت أن اليوم سيكون خالصا للتهنئة، ولكن هذا البيت لا يسلو النزاع أبدا!
فقالت خديجة في لهجة أسيفة: قسمتي، الناس كلهم حال ونحن وحدنا حال.
وخاطب أحمد خاله قائلا: الأمر بسيط، ليس أمامي الآن إلا وظيفة كتابية؛ فقد أخبرني رضوان أنه يمكن تعييني الآن في وظيفة كتابية خالية بإدارة المحفوظات عند خالي ياسين، واقترح علي أن أنتظر ثلاثة أشهر حتى بدء العام الدراسي الجديد لعلي أعين مدرس لغة فرنسية في إحدى المدارس، ولكنني لا أريد الوظيفة أيا كان نوعها!
فهتفت خديجة: قل له ماذا تريد؟
فأجاب الشاب ببساطة وحزم: سأعمل في الصحافة.
فنفخ إبراهيم شوكت قائلا: جورنالجي! كنا نسمع هذا الكلام فنظنه ضحكا وعبثا، يأبى أن يكون مدرسا مثلك ويسعى إلى أن يكون جورنالجيا ..
অজানা পৃষ্ঠা