সুফিয়া: নশাতা ও তারিখা

সাফিয়া মুখতার d. 1450 AH
154

সুফিয়া: নশাতা ও তারিখা

الصوفية: نشأتها وتاريخها

জনগুলি

ومع انصراف حماس الحركة الهيبية عن الامتزاج بالثقافة المغربية والهندية وتحوله إلى الأديان الشرقية، اعتمد إدريس شاه على خلفيته الأسرية، ليعيد تقديم نفسه كوريث لسلالة قديمة من الأرستقراطيين والشيوخ الصوفيين الأفغان، تعود إلى ماضي بلاد فارس القديم. ومن خلال أخذ أجزاء سهلة الفهم من المعتقدات الموجودة في الأعمال الصوفية الكلاسيكية وتحويلها إلى كتيبات حققت أعلى مبيعات، ومن خلال جذب مساعدين طليعيين مثل الروائية دوريس ليسينج والشاعر روبرت جريفز؛ اكتسب إدريس شاه في نهاية ستينيات القرن العشرين نطاقا كبيرا من الأتباع، بالإضافة إلى قاعدة مؤسسية عن طريق إنشاء دار نشر، وكذلك مؤسسة خيرية سماها معهد الأبحاث الثقافية. وعلى الرغم من الانتقادات الواسعة التي طالت إدريس شاه، فقد كان - نظرا لبراعته في الترويج لنفسه - مسئولا أكثر من غيره عن زيادة وعي الغرب بالصوفية (وإن لم يكن دائما زيادة فهم الغربيين لها). وبالاعتماد على الطرق الاستعمارية والعولمة، نجد على الأقل في العالم الناطق باللغة الإنجليزية أن الصوفيين الذين لديهم أصول عائلية في مناطق كانت واقعة تحت الحكم البريطاني، هم من استطاعوا في كثير من الحالات تكوين شبكات في الغرب، كما حدث مع إدريس شاه، وينطبق ذلك بصفة خاصة على الصوفيين الذين تربطهم علاقات بالأراضي الهندية التي كانت واقعة تحت الاستعمار، سواء إدريس شاه أو سلالة عنايت خان (1882-1927) الذي رأيناه سابقا في هذا الفصل ينتقل من الهند إلى بريطانيا ثم إلى أمريكا. وعلى الرغم من أن سيرة عنايت خان بصفته مهاجرا صوفيا يعظ الجماهير الغربية تماثل سير الصوفيين الرياديين في الغرب، ففي الأجيال التالية لموته انتقل التراث الذي خلفه إلى أستراليا على يد الصوفيين المندمجين. وبحلول التسعينيات كان ورثة عنايت خان هؤلاء، الذين كانوا من أصل أوروبي لا من أصل آسيوي، قد عدلوا تعاليم شيخهم الهندي الراحل لتناسب أعراف مجتمعهم، وأكدوا على العفوية والمساواة والنسوية، لدرجة سببت توترات مع نسل عنايت خان، الذين زعموا أيضا أنهم ورثته الروحانيون.

160

وهكذا يتضح أن الصوفية المندمجة، التي ظهرت نتيجة لقاء الصوفية بالسوق الدينية المعتمدة على العولمة في أواخر القرن العشرين، اختبرت مبادئ النظام والانضباط الأساسية التي مثلت الأساس التنظيمي للتقليد الصوفي على مدار قرون.

إلا أن العولمة لم تقدم مسارا واحدا للتطور الديني؛ فلقد أتاحت أيضا فرصا جديدة لوصول تعاليم الصوفيين إلى جماهير جديدة بلغات جديدة، سواء من خلال ترجمة تعاليم أعمدة التقليد - أمثال الرومي وابن عربي - إلى اللغات الغربية، أو من خلال تأليف أعمال صوفية جديدة تماما بهذه اللغات. وأسهمت كل الجماعات الصوفية العاملة في الغرب في تكوين تراث صوفي ثري باللغات الأوروبية، وساعدت في جعل اللغة الإنجليزية بصفة خاصة لغة الإسلام العالمي، إلا أن الصوفيين المندمجين، أمثال إدريس شاه، والصوفي الإنجليزي المقيم في كاليفورنيا لويلين فون لي (1953-...)، كانوا هم الأكثر كفاءة في دخول سوق النشر التجاري.

161

وإذا كان يمكن القول إن تلك الكتابات تمثل محاولة للاستيلاء على التقليد أكثر مما تمثل سعيا لاستمراريته، فإن عملية تكوين التقليد التي رأيناها على مدار القرون المنصرمة كانت أيضا في بعض الأوقات عملية استيلاء وإعادة بناء، بل كانت أيضا ابتكارا. وأيا كان تقييمنا لكتابات الصوفيين المندمجين الغربيين هؤلاء، فإنها الآن تعد قنوات مبدئية مهمة لكثير من المواطنين العالميين الساعين إلى استكشاف تراث الصوفية الثري.

ملخص

وسط الانهيار المدوي للقوة الإسلامية في العصر الاستعماري، وجدت جماعات صوفية كثيرة، من غرب أفريقيا حتى آسيا الوسطى والهند، نفسها في مواجهة التوسع الأوروبي؛ لذا استفادت من ولاء الأتباع والتنظيم اللوجستي المميزين للطرق الصوفية، لتكوين أنواع من المعارضة المسلحة للغزو الاستعماري في بعض الأوقات. وعلى الرغم من ذلك، في أغلب الأحيان كان قادة المقاومة الصوفية هذه شخصيات ليس لديها سلطة كبيرة. ومثلما كان الصوفيون مرتبطين بالدول الحاكمة من خلال مفاوضاتهم السابقة مع الإمبراطوريات الإسلامية في عصر ما قبل الاستعمار، كان أعضاء المؤسسة الصوفية في كثير من المناطق أكثر استعدادا لإيجاد وسيلة توافق مع حكامهم الاستعماريين الجدد، على الرغم من أن بعض الحكام الاستعماريين (لا سيما الفرنسيين والروس) قد أبدوا عدم الثقة في الطرق الصوفية؛ ولذلك تمكن الصوفيون، في كثير من البيئات الاستعمارية وأيضا في المناطق المستقلة مثل إيران والإمبراطورية العثمانية، من الحفاظ على روابطهم مع الحكام الاستعماريين وتوسيعها في بعض الحالات، ليدخلوا القرن العشرين في زمرة المؤسسات الإسلامية القليلة المنتمية لعصر ما قبل الحداثة، التي نجت من الاستعمار دون أن يمسها أذى على نحو كبير. وسواء أكانت هذه التحالفات مع الطبقات الحاكمة تتم في ظل حكم إسلامي أو حكم أوروبي، فقد كانت في النهاية تحقق نتائج عكسية، ومنذ أواخر القرن التاسع عشر جعلت سياسات الإصلاح الإسلامي المعارضة هذه المؤسسة الصوفية هدفا طبيعيا للانتقاد، وفي الوقت نفسه، تعرضت مكانة الصوفيين للتهميش على يد مزاعم المرجعية الدينية من قبل مؤسسات جديدة وأفراد جدد رافضين للتقليد الصوفي، ونموذجيه البركة والسلطة المتوارثين. وكثير من هؤلاء القادة الإسلاميين الجدد انتموا لمهن الطبقة الوسطى الجديدة، مثل التدريس في المدارس أو الصحافة أو الطب، وهذه المجموعة المتنوعة من الإصلاحيين والحداثيين رفضت الصوفية؛ لأنها مثال للتقليدية المتدنية، التي سمحت باستعمار المسلمين؛ ومن ثم وضعوا الصوفية بداية من أوائل القرن العشرين تحت الهجوم الأكثر استمرارية ونجاحا في تاريخها.

وعلى الرغم من توقعات الباحثين في منتصف القرن العشرين باختفاء الصوفية سريعا في ظل موجة أشكال الإسلام الأكثر «حداثة» هذه، فمن خلال سلسلة من التكيفات مع التقنيات والمجتمعات السكانية الجديدة في القرن العشرين، نجت الصوفية من هجوم منتقديها، حتى وإن فقدت عددا هائلا من أتباعها في هذه العملية. أما في بيئات العولمة في القرن الحادي والعشرين، فما يربط كل الحركات الصوفية النشطة الآن في أوروبا وأمريكا الشمالية، بالإضافة إلى المناطق الإسلامية القديمة، هو استخدامها الفعال للتقنيات الحديثة والأنماط التنظيمية الجديدة لنشر رسالتها؛ ففي مدن المغرب، يقابل الشيوخ الصوفيون مريديهم في أغلب الأحيان في أماكن أكثر شبها بقاعات المؤتمرات، التي تعقد فيها ندوات عالم الأعمال، منها بالتجمعات الطقسية التي كانت تميز الفترات القديمة، في حين أصبح من الأرجح أن تجد تجمعات طقوس الموسيقى والغناء الصوفيين في لوس أنجلوس وليس في شيراز. وفي بيئة تتأثر بالعولمة على نحو متزايد، تتضاءل جدوى فكرة التفريق بين صوفية العالم «الغربي» وصوفية العالم «الإسلامي»؛ فنظرا لأن الطريقة الحقانية النقشبندية الخاصة بالشيخ ناظم القبرصي وحركة القائد الروحاني التركي فتح الله جولن، تعملان بصفتهما مشاريع متجاوزة للقوميات في جوهرها، فإنه توجد دلائل كثيرة على أن الصوفية سوف تحتفظ بحصة معقولة في السوق الدينية العالمية. وإذا كانت حركات الإصلاح الإسلامي المناهضة للصوفية في القرن العشرين قد جعلت ورثة التقليد الصوفي لا يقدمون دائما أنفسهم على نحو رسمي في الوقت الحاضر باعتبارهم «صوفيين»، فإن إعادة استيعاب هذه الصوفية غير المميزة في تصور أكبر للإسلام في العموم، تمثل من جوانب كثيرة عودة إلى الفكرة القديمة المتمثلة في كون التقليد الصوفي جزءا لا يتجزأ من دين الإسلام.

شكل 4-5: الغناء مدحا في الأولياء: مداحون يستخدمون تقليد القوالي الموسيقي في الهند (تصوير: نايل جرين).

অজানা পৃষ্ঠা