সুফিয়া: নশাতা ও তারিখা

সাফিয়া মুখতার d. 1450 AH
151

সুফিয়া: নশাতা ও তারিখা

الصوفية: نشأتها وتاريخها

জনগুলি

يمكن أن نجد أشكالا مشابهة لهذا التبادل القائم على التداول في صوفية مجتمع المهاجرين الأتراك في ألمانيا؛ حيث إن نشأة هؤلاء المهاجرين في الريف الأناضولي في الأساس جعلت ارتباطهم بالتقليد الصوفي أكثر قوة مقارنة بالأتراك الحضريين الأكثر علمانية؛ ومن أمثلة ذلك طريقة الشيخ النقشبندي سليمان حلمي طوناخان (المتوفى عام 1959)، وخليفته كمال كاتشار (المتوفى عام 2000)، وعلى الرغم من تعرض تلك الطريقة للتمييز من جانب كل من الحكومة التركية والحكومة الألمانية، فقد شهدت انتشارا هادئا لكنه سريع ومتزامن في كلا البلدين؛ بسبب نسق «الهجرة والعودة» المنتظم، الذي ميز نموذج هجرة العامل الوافد في ألمانيا، الذي يعد في حد ذاته نوعا من العولمة.

146

أما إذا تطرقنا إلى الصوفيين المهاجرين في إيطاليا، فسنجد أن عملية الهجرة أعادت تشكيل الممارسات الصوفية لغجر الروم المقدونيين، أعضاء الطريقة الخلوتية، الذين هاجروا إلى إيطاليا في تسعينيات القرن العشرين. لقد واجه هؤلاء انتقادات من المسلمين العرب المتأثرين بالإسلام الوهابي المناهض للصوفية، الذين كانوا مقيمين بالفعل في إيطاليا؛ حيث قالوا إن أسلوب الصوفية «الغجري» ليس هو الإسلام الحقيقي؛ ونتيجة لذلك هجروا ممارسات معينة مثل تقبيل يد شيخهم.

147

وفي هذه الحالات، أصبحت أوروبا نفسها مكانا لتغيير التقليد الصوفي قدر ما أصبحت مكانا لنشره.

إذا تطرقنا إلى النمط الثاني من الصوفيين في الغرب، فسنجد أن أحد أنجح الأمثلة على الصوفيين الرياديين هو شيخ الطريقة النقشبندية الجذاب الشيخ ناظم الحقاني. ولد الشيخ ناظم في جزيرة قبرص عام 1922، واكتسب العلم الصوفي في إسطنبول ودمشق بعد أن درس أولا الهندسة الكيميائية.

148

وإلى حد ما كانت الظروف تستثير الطابع المتجاوز للقوميات الذي يميز أتباعه لدرجة أنه ربما طرد من تركيا نفسها في ذروة التوجه الجمهوري العلماني خاصتها في منتصف ستينيات القرن العشرين. وفي حين حقق الشيخ ناظم نجاحا هائلا في تكوين أتباع له في تركيا وسوريا ومصر، فقد كان مميزا للغاية بسبب نجاحه في أوروبا والولايات المتحدة، الأمر المدهش بصفة خاصة فيه هو قدرته على جذب أتباع له على مستوى عالمي؛ فهم لم يكونوا فقط من بلاد مختلفة، بل من مناطق ثقافية مختلفة وأصحاب لغات مختلفة أيضا. وفي أوروبا كان ناجحا بصفة خاصة في جذب الألمان المتعلمين من الطبقة الوسطى، بينما في الولايات المتحدة نجح كثيرا في جذب الأمريكيين ذوي الأصول اللاتينية والأفريقية، الذين شكلوا في العقود الأخيرة الكتلة الأساسية من الأمريكيين المتحولين إلى الإسلام.

149

وعلى النقيض من بعض «الصوفيين المندمجين» الذين سنتطرق إليهم فيما يلي، ظل الشيخ ناظم ملتزما بالتقليد النقشبندي في التمسك بأهمية الشريعة في حياة الصوفي، إلا أنه كان في الوقت نفسه منفتحا على نحو مدهش مع غير المسلمين؛ حيث قبل أتباعا دون اشتراط دخولهم المبدئي في الإسلام. وعلى الرغم من أن توقعاته بنهاية العالم التي لم تتحقق على نحو متكرر في أعوام 1996 و1997 و1998 قللت من مصداقيته، فإن ريادته الجذابة جعلته يستخدم نطاقا من وسائل الإعلام الحديثة لجذب الأتباع، وعن طريق السماح للمريدين الجدد بأخذ قسم البيعة التقليدي له عبر الإنترنت، والسفر حول العالم لإعطاء دروس الصحبة البالغة التنظيم، وبيع مجموعة من المنتجات الصوفية المنتجة على نطاق واسع؛ سعى بدهاء إلى إعادة إنتاج التقليد باستخدام آليات العولمة، وأثبت أيضا عبقريته كمدير لجماهيره المختلفة، وقد حقق ذلك من خلال تعديل درجة الاختلاط بين الذكور والإناث، وصرامة أعراف اللبس، وتجنب القضايا السياسية (أو الترويج لها)، على حسب مجموعة الأتباع التي يخاطبها. وشأن الأشكال الأخرى من الثقافة المتسمة بالعولمة، فمن الممكن الاعتقاد بأن التقليد الصوفي تعرض للإضعاف أو للدقرطة، إلا أن ما يبدو واضحا هو زيادة مصداقية التقليد في زمن المستحدثات الزائفة.

অজানা পৃষ্ঠা