[chapter 1: 1]
بسم الله الرحمن الرحيم
«سوفسطيقا» بنقل الفاضل أبى زكريا يحيى بن عدى — أعلى الله منزلته — ، وبنقل أبى على عيسى بن اسحق بن زرعة، وبنقل قديم منسوب إلى الناعمى، مثبت فى كل صفح ما نقله كل واحد، وغيره، عن المعانى الثابتة فى ذلك الصفح
পৃষ্ঠা ৭৩৭
نقل أبى على عيسى بن إسحق بن زرعة من السريانى بنقل أثانس من اليونانى
كتاب «سوفسطيقا»، أى التظاهر بالحكمة، لأرسطوطالس:
পৃষ্ঠা ৭৩৯
وأما فى التبكيت الذى يظهر السوفسطائيون فعله، وليس تبكيتا، بل تضليلا، فنبدأ — ونحن للطبيعة مقتدون — بالكلام فى المبادئ ونقول: إنه من البين أن القياس منه موجود، ومنه ما يظن موجودا وليس كذلك. وذلك أن الشبهة قد توجد فى الأقاويل كما توجد فى الأمور الأخر التى يضلنا فيها ما لها من المشابهة، وذلك أن بعض الناس جميل الاعتقاد، وبعضهم يظن ذلك به للعجب بما يجرى مجرى الأخبار ولتعظيمهم نفوسهم، والذين ينسبون إلى الجمال: أما بعضهم فلما له من ذلك، وأما بعضهم فيظن ذلك به لما تكلفه من الزينة. ومثل ذلك أيضا يوجد فيما لا نفس له، وذلك أن منه ما هو فضة، ومنه ذهب بالحقيقة، ومنه ما ليس كذلك، بل البصر يتخيله. مثال ذلك أن الحجارة الفضية والتى تتخذ من الرصاص القلعى منسوبة إلى الفضة، والأشياء المصبوغة بالمرار منسوبة إلى الذهب؛ فعلى هذا النحو أيضا يكون القياس والتبكيت: أما ذاك فموجود، وأما هذا فغير موجود، بل يظن ذلك به لعدم الدربة، وذلك أن الذين لا دربة لهم لعدمهم لها كالناظرين من بعد. فأما القياس فهو قول من أشياء موضوعة ليلزم عنها شىء آخر من الاضطرار. والتبكيت هو قياس يتضمن مناقضة النتيجة، — السوفسطائيون يفعلون ذلك من غير أن يشعر بهم، لأسباب كثيرة أحدها قوى مشهور جدا، وهو الذى يكون عن الأسماء، ومن قبيل أنا عندما نتكلم إنما نأتى بالأسماء، لا الأمور،
পৃষ্ঠা ৭৪১
وتقيم الأسماء مقامها فى أقاويلنا كالدلائل عليها. وقد يظن أن الذى يعرض للأسماء يعرض مثله للامور كما يخلق الحساب فى الحسابات، غير أن هذا ليس بشبه. ولأن الأسماء وأكثر الكلم محدودة، والمسميات غير متناهية العدة، فمن الاضطرر أن تكون الكلمة والاسم الواحد بعينه يدل دلالة واحدة على كثيرين. وكما أن هناك أيضا من لم يكن بعمل الحساب ماهرا قد يغلط ويغالطه العارفون بذلك، فمثل هذه الضلالة بعينها تعرض فى الألفاظ للذين لا خبرة لهم بما تدل عليه الأسماء: متكلمين كانوا أو مستمعين. فلهذا السبب ولأسباب أخر سنذكرها يكون القياس موجودا. وأما ما يظن تبكيتا فغير موجود. ولأن بعض الناس يؤثر من قبل التعلم أن يظن حكيما أكثر من إيثاره أن يكون كذلك ولا يعتقد هذا فيه — ما تكون المغالطة حكمة مظنونة، لكنها غير موجودة. والسوفسطائى وهو الذى له لقب من حكمة تظن موجودة وليست كذلك. ومن البين أن هؤلاء من الاضطرار يؤثرون الظن بهم أن فعلهم فعل الحكماء أكثر من إيثارهم أن يفعلوا فعلهم فلا يظن ذلك بهم. وفعل الحكيم هو أنه إذا حمل شيئا على شىء نحو: كل مخاطب أن يكون بما له من المعرفة يعلم أنه لم يكذب ويمكنه إظهار كذب الكاذب. وهذان الأمران يكون أحدهما بالاقتدار على بادئة القول والآخر فى استماعه. فيجب إذن على الذين يريدون فعل المغالطة أن يلتمسوا جنس الألفاظ المذكورة؛ وذلك أن هذا متقدم للفعل، لأن بمثل هذه القوة يصيرون متى شاؤا إلى أن يظن بهم أنهم حكماء وليس هم كذلك. فأما هل يوجد جنس ما للالفاظ يجرى هذا المجرى وينسبه نسبا إلى مثل هذه القوة القوم الذين نسميهم المغالطين، فذلك ظاهر. ونحن منذ الآن آخذون فى أن نبين كم أنواع الألفاظ السوفسطائية، وكم مبلغ عدد الأشياء التى عنها تقومت هذه القوة، وكم عدد أجزاء هذه الصناعة، ونبين مع ذلك أشياء أخر بها كمال هذه الصناعة.
[chapter 2: 2] 〈أنواع الحجج فى المناقشة〉
وأجناس الألفاظ التى تجرى فى المفاوضة أربعة: البرهانية، والجدلية، والامتحانية، والمرائية.
পৃষ্ঠা ৭৪৬
فأما البرهانية فهى التى تجب على المتعلم التصديق، لأنها تقيس من المبادئ الخاصة بكل علم، لا من اعتقادات المجيبين. والجدلية هى التى تقيس مرارا. والامتحانية هى التى تقيس من الأمور التى بحسب ظن المجيب. ومن الاضطرار أن يكون القائس عالما بذلك لوجود العلم له على نحو ما حدد فى مواضع أخر. والمرائية هى التى تقيس من الأمور التى تظن مشهورة وليست كذلك؛ ولهذه العلة يتوهم أنها قياسية. فأما التعليمية والبرهانية فقد تكلمنا فيها فى «أنالوطيقا»؛ وقد تكلمنا فى الجدلية والامتحانية فى مواضع أخر؛ وسنتكلم الآن فى قياسات المجاهدة والمراء.
[chapter 3: 3] 〈الأغراض الخمسة للحجاج السوفسطائى〉
فلنضع أولا، كم الأسباب التى من قبلها يظن بهؤلاء أنهم منازعون ممارون — وهذه خمسة، وهى: التبكيت؛ والكذب؛ وضعف الرأى؛ والعجمة؛ والخامس أن تصير مخاطبة إلى الهذر والهتار. وهذا هو أن يضطره اضطرارا شديدا إلى تكرير القول الواحد بعينه.
পৃষ্ঠা ৭৫১
فإما أن يفعلوا هذه الأشياء، أو إن لم يفعلوها يظن أنهم قد فعلوا واحدا منها. وذلك أن أكثر ما يؤثرون أن يظن بهم أنهم قد بكتوا. وثانيا أن يظهروا كذب قول ما. وثالثا أن يصيروا بالمخاطب إلى خلاف الرأى المشهور. ورابعا أن يستعجموا؛ والعجمة هى أن يجعل المجيب من قبل اللغة أعجمى اللفظ. والآخر هو أن يكون القول الواحد بعينه مرارا كثيرة.
[chapter 4: 4]
পৃষ্ঠা ৭৫৬
وأنحاء التبكيت هما نحوان: أحدهما من القول، والآخر خارجا عن القول. وأقسام النحو الكائن عن القول التى عنها تكون الشبهة عددها ستة، وهى هذه: أحدها الاتفاق فى الاسم، والمراء، والتركيب، والقسمة، والتعجيم، وشكل القول. وتحقيق ذلك يكون بالاستقراء والقياس. وهذا يكون إذا أخذ شيئا ما أخذا مختلفا وواحدا بعينه فى الأسماء والكلم فلم تكن دلالته واحدة بعينها. — والمثال على الألفاظ التى هى أسماء متفقة هو كقولنا: «هؤلاء يتعلمون»، «هؤلاء يعلمون». وذلك أن التى يلفظ بها هى التى يتعلمها النحويون، فإن لفظة «يتعلمون» اسم مشترك يدل على أنا نفهم ونعرف عند استعمال العلم ويدل على اقتباس العلم. وأيضا أن الشرور خيرات، والأمور الواجبة خيرات. والشرور تكون واجبة. وذلك أن الواجب يقال على جهتين: أحدهما الضرورى الذى يعرض على أكثر الأمر وعلى الشرور، لأن بعض الشرور ضرورى. وقد نقول فى الخيرات إنها واجبة. وأيضا الشىء الواحد بعينه معا: قاعدا وقائما، ومريضا وصحيحا. وذلك أن الذى كان قائما يقوم والذى كان صحيحا هو صحيح، والقائم هو الذى كان قاعدا، والصحيح هو الذى كان مريضا، وذلك أن قولنا: «مريض»: فاعلا كان أو منفعلا، ليس يدل على شىء واحد، لكنه يدل أحيانا على الذى هو مريض، وأحيانا على الذى كان فيما مضى مريضا، لكن المريض والذى كان مريضا هو الآن صحيح، والصحيح ليس هو المريض، بل الذى كان مريضا، لا فى هذا الوقت، لكن فيما سلف.
পৃষ্ঠা ৭৫৭
فأما التى من المراء فتكون على هذا النحو: «يريدون للمقاوم لى يأخذون». و: «أترى الذى يعلمه الإنسان فذاك يعلم» — وذلك أن هذا القول يمكن أن يكون دالا على العالم وعلى المعلوم كأنه عالم. و: «أترى الذى يبصره الإنسان فذاك يبصر؟» و«هو يبصر العمود»؛ «فالعمود إذن يبصر». و: «أترى الذى قلت إنه موجود أنت هو الموجود؛ وأنت قلت إن الحجر موجود؛ فأنت إذن قلت إنك حجر». وأيضا القول بأن «الساكت يتكلم»، يفهم منه معنيان: أحدهما أن الساكت يتكلم، والآخر أن المتكلم يسكت. وهذه هى الأشياء التى يتكلم بها.
পৃষ্ঠা ৭৬১
فالأنحاء التى تكون من اتفاق الاسم والمراء ثلاثة: أحدها إذا كانت الكلمة والاسم على الحقيقة تدل على معان كثيرة — مثال ذلك: النسر والكلب. والآخر إذا جرينا على العادة فيما نقوله على هذه الجهة. والثالث عندما يكون القول إذا ركب دل على كثير، وإذا فصل دل على واحد، مثال ذلك قولنا: معرفة الكتابة. وذلك أن كل واحدة من لفظتى الكتابة والمعرفة قد عرض أنها تدل على واحد. فأما المجتمع منهما فيدل على أكثر من واحد، لأنه يدل إما على أن الكتابة معرفة، أو على أن الكتابة معروفة عند آخر.
والمراء واشتراك الاسم يكونان من أمثال هذه الأنحاء. — وأما المواضع التى من التركيب فتكون على هذا النحو: مثال ذلك: قد يمكن الجالس أن يمشى، والذى لا يكتب أن يكتب، وذلك أنه ليس دلالة القول إذا قيل بغير تركيب وإذا ركب فقيل: الجالس يمكن أن يمشى، والذى لا يكتب أن يكتب — واحدة بعينها. وكذلك يجرى الأمر إذا ركبت، مع أن الذى ليس يكتب يكتب. وذلك أن هذه تدل على أن له قوة إذا كان ليس يكتب على أن يكتب وإن لم يركب أن له قوة وهو لا يكتب على أن يكتب، مع أنه يتعلم الكتابة الآن أن يكون يتعلم ما يعلم. وأيضا الذى يمكنه أن يأتى بشىء واحد فقط يمكنه أن يأتى بأشياء كثيرة.
পৃষ্ঠা ৭৬২
وأما من القسمة فإن الخمسة اثنان وثلاثة، وأزواج وأفراد، وأن الأكبر مساو، وما يجرى هذا المجرى. وأيضا فإن القول إذا قصد به شىء فليس يظن به دائما إذا فصل وركب أنه يدل على معنى واحد بعينه، مثال ذلك أنا جاعل لك عبدا وأنت حر.
পৃষ্ঠা ৭৬৩
وأما من الخمسين الرجل فقتل المحمود أخيلوس مائة.
পৃষ্ঠা ৭৬৭
وأما الموضع الذى من التعجيم فليس يسهل على المتكلم أن يأتى فيه بقول من دون الكتابة. بل هو فيما يكتب وفى الشعر خاصة، مثال ذلك أن قوما يسددون أوميروس عند اللائمين له كأنه قد قال منكرا عند قوله: «ليس يعفن بالمطر»، ويحلون ذلك بالتعجيم بأن يجعلوا لفظة «ليس» مثقلة جدا. وكذلك ما فى رؤيا أغا ممنن من أن ليس زاوس هو الذى قال إنا نمنحه الحمد ليحصل له، إلا أنه أوعز إلى الرؤيا بإعطائه ذلك.
فأمثال هذه الأشياء هى التى تكون عن التعجيم. والأشياء التى تعرض من شكل القول هى التى الواحد بعينه منها ليس يعبر عنه على جهة واحدة، مثال ذلك تأنيث المذكر أو تذكير المؤنث، أو بالذى ليس بمذكر ولا مؤنث، وبأن يوصف أيضا ما من الكيفية بالكمية أو من الكمية بالكيفية أو الفاعل بأنه منفعل أو الموضوع بأنه فاعل. وتلك الأشياء الأخر بحسب قسمتها بدءا. وذلك أن ما يجرى هذا المجرى يكون عندما يوجد شىء ليس من الأشياء التى تفعل فيجعل القول الدال عليه كالدال على شىء من الأشياء الفاعلة بمنزلة القول القائل الصحيح فأنه سببه فى شكل القول بالقول القائل القاطع الناقض الدانى، وإن كان ذلك إنما يدل على كيف ما وكيف يضع الذى يفعل شيئا ما. وعلى هذا النحو يجرى الأمر فى الأشياء الأخر.
পৃষ্ঠা ৭৬৮
فهذه هى التبكيتات التى فى القول؛ ووجودها يكون من أمثال هذه المواضع. — وأنواع التضليلات الخارجة عن القول سبعة: فالأول المأخوذ من الأعراض؛ والثانى من حمل شىء على شىء على الإطلاق، أو ليس على الإطلاق، بل فى شىء أو بحيث أو فى زمان أو بالإضافة. والثالث يكون من عدم العلم بالتبكيت. والرابع الذى يكون من اللوازم. والخامس من الأمور المأخوذة بدءا. والسادس من وضع ما ليس بعلة على أنه علة. والسابع أن يجعل السؤالات الكثيرة سؤالا واحدا.
[chapter 5: 5] 〈التبكيتات التى خارج القول〉
فأما التضليل الكائن من الأعراض فيكون عندما يوجب لأى شىء اتفق أمرا ما وعرضا من الأعراض على مثال واحد ومن قبل أنه.
পৃষ্ঠা ৭৬৯
قد يعرض للشىء الواحد بعينه أعراض كثيرة، فليس من الاضطرار أن توجد جميع هذه لسائر المحمولات — مثال ذلك إن كان قوريسقوس غير الإنسان فإنه يكون غير نفسه لأنه إنسان، أو إن قيل إن سقراط غير مخاطب، وسقراط إنسان، فيلزم الاعتراف بأنه غير الإنسان، لأنه قد عرض أن يكون الذى يقال فيه إنه غيره هو إنسان. فأما اللتى تكون من قبل الحمل على الإطلاق أو من جهة لا على التحقيق فهى أن يكون محمولا على جزء ما، فيؤخذ كالمحمول على الإطلاق — ومثال ذلك: ليكن ما ليس بموجود يوجد مظنونا، فيكون غير الموجود موجودا، وذلك أن ليس معنى أن يوجد الشىء وأن يوجد على الإطلاق معنى واحدا بعينه، أو يلزم أيضا أن يكون الموجود غير موجود إن كان غير موجود شيئا من هذه الموجودات — مثل أن يكون ليس بإنسان. وذلك أنه ليس أن يكون الشىء غير موجود ما وأن يكون غير موجود على الإطلاق شيئا واحدا بعينه؛ وقد يظن ذلك بهما لتقارب لفظيهما وقلة الخلاف بين أن يقال إن الشىء غير موجود وأن يكون موجودا على الإطلاق. وعلى هذا المثال أيضا إذا كان موجودا فى جزء فحمل على الإطلاق، مثل أنه إذا كان جميع الشىء أسود وكان أبيض الأسنان فإنه يكون أبيض وغير أبيض معا، أو يكون هذان الضدان موجودين معا. وما جرى هذا المجرى من النظر فى بعض الجزئيات يسهل على كل أحد، مثال ذلك أنه إذا أخذ أن النوبى أسود وأنه أبيض من قبل أسنانه يسأل عنه: هل هو أبيض؟ فهو إذا من هذه الجهة أبيض. ولهذه العلة يكون كالموهم عند إتمامه القياس بالسائل أنه قد قال بأنه أسود ولا أسود. وكثيرا ما يضل بعض الناس فى جميع الأمور التى إذا قيل فيها إنها موجودة فى شىء ما يظن أنه قد يلزم أن تكون موجودة على الإطلاق؛ فليس يسهل تأمل جمعيها وأنها تسلم على الحقيقة. وذلك أن هذه إنما توجد بهذه الحال فى الأمور المتضادة التى على مثال واحد، لأنه قد يتوهم أنه إما أن يكونا جميعا محمولين على الشىء أو ألا يسلم أن غيرهما محمول عليه — مثال ذلك أنه إن كان شىء أحد نصفيه أبيض والآخر منه أسود، فأى الاثنين هو: أسود أم أبيض؟ فأما المواضع الكائنة من قبل أن القياس لم يحدد ما هو حسن
পৃষ্ঠা ৭৭৬
ولا ما هو التبكيت، فإن الكذب يكون فيها بسبب ما يلحقه من النقص. فأما التبكيت فهو مناقضة شىء واحد بعينه لا فى الاسم، بل فى المعنى والاسم؛ ولا يكون ذلك فى شىء مما أسبق منه، بل فى الاسم نفسه ومن الموضوع بعينه من الاضطرار من غير أن يكون، سيما للذى قيل أولا وفى شىء واحد بعينه وبالإضافة إلى شىء واحد بعينه وعلى جهة واحدة وفى زمان واحد بعينه. والكذب يكون فى الشىء على هذا النحو بعينه. ولإغفال بعض الناس شيئا من هذه المعانى المذكورة قد يظن أنهم بكتوا — مثال ذلك أن الشىء الواحد بعينه قد يكون ضعفا وليس بضعف، وذلك أن الاثنين: أما بالإضافة إلى الواحد فهما ضعف، وأما بالإضافة إلى الثلاثة فليسا بضعف، أو أن يكون الشىء الواحد بعينه لشىء واحد بعينه ضعفا وليس بضعف، إلا أن ذلك ليس من جهة واحدة بعينها، وذلك أنه يكون أما من جهة الطول فضعف، وأما بحسب العرض فليس بضعف، أو إن كان لشىء واحد بعينه وفى معنى واحد بعينه ومن جهة واحدة، إلا أن ذلك ليس فى زمان واحد بعينه، ولذلك يكون التبكيت مظنوا. وللانسان أن يدفع هذا الموضع إلى التى من القول.
فأما المواضع التى تكون عما يؤخذ من مبدأ الأمر فهى على هذا النحو، وذاك بأن يسأل ما أمكن عن التى فى أول الأمر؛ وإنما يظن أنهم قد بكتوا لأنه يتعذر عليهم أن يفرقوا بين الذى هو واحد بعينه والمخالف.
وأما التبكيت الذى من اللوازم فإنما يكون للظن بأن المتلازمة تنعكس، حتى إنه إذا كان هذا موجودا فمن الاضطرار أن يوجد ذاك. وإذا كان ذاك موجودا، يظن أن الآخر يكون موجودا من الاضطرار. ومن هذا الموضع تقع الضلالة فى الاعتقاد دائما من قبل الحس، وذلك أنا كثيرا ما نظن بالمرار أنه عسل للزوم اللون الأحمر للعسل. وقد يعرض للأرض أن تندى إذا مطرت، فإن كانت ندية توهمنا أنها قد مطرت، وهذا ليس واجبا ضرورة. والبراهين الخطبية التى من العلامات مأخوذة من اللوازم؛ وذلك أنهم إذا أرادوا أن يبينوا أن فلانا زان أخذوا الشىء اللازم وهو أنه متزين، أو أنه يطوف بالليل. وقد توجد هذه لكثيرين، والمحمول...
পৃষ্ঠা ৭৮০
غير موجودة، وكذلك تكون الحال فى الأمور القياسية — مثال ذلك قول مالسس إن الكل لا مبدأ له، عند أخذه أن الكل غير مكون، والكائن يكون مما ليس بكائن (وذلك أنه ليس يتكون شىء مما ليس بموجود)، والكائن إنما يكون عن مبدأ. فإن كان كل ما ليس بكائن لا مبدأ له، فإذن ولا نهاية له. وليس يلزم هذا من الاضطرار. وذلك أنه ليس إذا كان لكل كائن مبدأ فكل ما له مبدأ كائن. كما لا يلزم إن كان كل محموم يكون حارا، أن يكون كل حار من الاضطرار محموما.
পৃষ্ঠা ৭৮৫
فأما المواضع التى تكون العلة ما ليس بعلة فتكون إذا أضيف إلى ما يؤخذ ما ليس بعلة — وقد يعرض مثل ذلك فى القياسات السائقة إلى المحال. وذلك أنا قد نضطر فى هذه إلى رفع شىء من التى وضعت؛ فإن كان واحدا وعدد فى جملة ما يسأل عنه من الاضطرار فى لزوم ما يعرض. وكثيرا ما لا يمكن أن يظن التبكيت يكون من هذا — مثال ذلك أن النفس والحياة ليستا شيئا واحدا بعينه، وذلك أن الكون إن كان مضادا للفساد ففساد ما يضاده كون ما، والموت هو فساد ما، وهو مضاد للحياة، فالحياة إذن كون، والذى يحيا يتكون، وذلك غير ممكن، فليس النفس والحياة شيئا واحدا بعينه، ولا يكون عن ذلك قياس. وقد يعرض أيضا محال وإن لم يقل قائل إن النفس والحياة هما شىء واحد بعينه، بل قال إن المضاد للحياة هو الموت الذى هو فساد فقط، وأن الكون مضاد للفساد. فأما هذه المقدمات فليست مما لا تأليف فيه على الإطلاق، لكن تأليفها ليس هو نحو الأمر الذى تقدم وضعه، ولذلك تضل السائلين هذه الأشياء مرارا كثيرا ضلالة ليست باليسيرة.
فالأقاويل التى تكون من اللوازم ومن التى توضع فيها علة ما ليس بعلة هى أمثال هذه. — فأما التى تكون من تصيير السؤالين شؤالا واحدا فإنما تضل إذا كانت المسائل كثيرة فأجيب عنها كأنها سؤال واحد.
পৃষ্ঠা ৭৮৬
فأما فى بعض الأمور فليس يسهل الوقوف على أنها كثيرة، ويمتنع من الإجابة عنها. مثال ذلك: هل الأرض هى البحر أم السماء؟ وهذا فى بعض الأشياء أقل وكأنها أمر واحد، فإما اعترفوا بأنهم لا يجيبون عما عنه كانت المسئلة، وإما أن يظهر أنهم قد بكتوا — مثال ذلك: أترى هذا وهذا هما إنسان — فإذا إن ضرب ضارب هذا وهذا فقد ضرب الإنسان، إلا أنه لم يضرب الناس. وأيضا بعض هذه الأشياء هى خيرات وبعضها ليست خيرات، فما حال جميعها: أخيرات هى أم ليست خيرات؟ فبأى شىء أجاب من هذين فإنه يكون أحيانا كالمبكت وكالذى يظن أنه قد أظهر كذبا. وذلك أنا إن قلنا فى شىء من هذه التى ليست خيرات إنه خير، أو فى شىء من الخيرات إنه ليس بخير، هو كذب، فإن كان قد أخذ زيادة ما، فإن التبكيت يكون صحيحا — مثال ذلك أنه إن سلم الإنسان أن القول فى الواحد وفى الكثيرين إنهم بيض فإنهم عراة، وإنهم عمى يكون على مثال واحد بعينه. فإن كان الأعمى هو الذى لا بصر له فى الوقت الذى من شأنه أن يوجد له، فإن العمى يكونون الذين لا بصر لهم فى الوقت الذى من شأنه أن يوجد لهم. فإن كان موجودا لبعضهم وغير موجود لبعضهم، فإن القسمين جميعا يلزم أن يكونا مبصرين أو عميا، وهذا غير ممكن.
পৃষ্ঠা ৭৯১
[chapter 6: 6] 〈رد الأغاليط إلى تجاهل الرد〉
وقسمتنا القياسات المظنونة والتبكيت إما أن يكون على هذا النحو، أو بأن ترفع جميعا إلى الجهل بالتبكيت، ويجعل هذا مبدءا لذلك. ولنا أيضا أن ندخل جميع هذه الأنحاء التى ذكرت فى حد التبكيت. — أما أولا فإنهم إن كان فيها تأليف فيجب أن تلزم النتيجة عن المقدمات الموضوعة حتى نقول إنها موجودة من الاضطرار، لا أنها مظنونة. وينظر بعد ذلك بحسب أجزاء الحد، فأما التى توجد فى القول فهى التى توجد له من حيث تقال على نحوين — مثال ذلك اشتراك الاسم والكلمة والاشتراك فى الشكل، وذلك أن من شأن الكل أن يصير كالدال على مثل هذا. والتركيب والقسمة والتعجيم تحدث إذا لم تكن دلالة الكلمة أو الاسم واحدة بعينها أو كانا مختلفين.
পৃষ্ঠা ৭৯২
والذى يجب فى هذا أن تكون حاله كحال الأمر بعينها إن كان التبكيت والقياس مما من شأنه أن يوجد — مثال ذلك، إن كان الذى قيل ثوبا فلا يقول عند التأليف قميصا، بل «ثوب» — على أن القول الآخر حق، إلا أنه ليس يكون منه تأليف: بل يحتاج أيضا الذى يبحث عن السبب إلى المسألة: هل الذى يدلان عليه واحد بعينه؟
পৃষ্ঠা ৭৯৬