Sufism - Origin and Sources
التصوف - المنشأ والمصادر
প্রকাশক
إدارة ترجمان السنة
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
প্রকাশনার স্থান
لاهور - باكستان
জনগুলি
توضع وتوزن أعمال المسلمين المتخلفين وأقوال من جاء بعدهم، فما وجد لها سند ودليل يحكم عليها بالصحة والصواب، قطع النظر عمن صدرت عنه، وممن وردت.
وما لم يعاضدها الكتاب ولم تناصرها السنة، ولم يوجد لها أثر في حياة الصحابة وأفعالهم يحكم عليها بالفساد والبطلان، سواء وردت من صغير أو كبير، تقي أو شقي، لأن (أحسن الكتاب كتاب الله، وخير الأمور أوسطها، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) (١).
وقال ﵊: (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) (٢).
وإن المسلمين لملزمون أن يؤمنوا بأن الله لم يترك خيرا لأمة محمد ﷺ إلا وقد بينه لرسوله ﷺ، ولا شرا إلا وقد نبهه عليه، ثم رسول الله ﷺ لم يكتم بيانه، ولم يقصّر في تبليغه إلى الناس، فأخبر الخلق بكل ما أخبر عن الله ﷿ لصلاحهم وفلاحهم، ولم يخصّ شخصا دون شخص ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ (٣).
وكان مأمورا من الله بأن يبلغ كل ما نزل إليه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ (٤).
وكما أن المسلمين مطالبون أيضا أن يؤمنوا بأن الدين قد كمل في حياة رسول الله ﷺ، ولم يتوفه الله إلا بعد إتمام الإسلام ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ (٥).
ومن يعتقد أن شيئا من الدين لو صغيرا بقي ولم ينزله الله على نبيه، أو لم يبينه صلوات الله وسلامه عليه فإنه لا يؤمن بكمال الدين على رسوله ﷺ، ولا تمام الإسلام في حياته، لأنه بدون هذا ينقص الدين ولا يكمل، وهذا معارض لقول الله ﷿، ومناف لختم نبوة محمد صلوات الله عليه وسلامه عليه.
ويتضح بذلك جليا أنه لا بد من الأعتقاد أن كل شيء لا يوجد في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ فليس من الدين - وهو محدث وبدعة وضلالة، وهذا هو الصحيح
_________
(١) رواه أبو داوود
(٢) متفق عليه
(٣) التكوير ٢٤
(٤) المائدة ٦٧
(٥) المائدة ٣
1 / 15