সুদান
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
জনগুলি
وهذا لا يجعلنا نعتبر عملها الذي استندت فيه إلى القوة عملا شرعيا؛ لأن إنكلترا التي أخرجت مارشان من فاشودة بحجة أنها جزء من السودان ماكان ينبغي لها بعد ذلك أن تسلخ جزءا منه لنفسها. وهذه الحجة لا تزال قائمة عليها إلى الآن.
وكان قد تم بامتلاكنا هذه المديرية وضع يدنا على وادي النيل برمته من منابعه في منطقة بحيرات خط الاستواء إلى مصابه في البحر الأبيض المتوسط. فاغتصابها هذه المديرية بعد ذلك لا يفسر إلا برغبتها الشديدة في القبض على عنق مصر، لكي تصيرها مطيعة لأوامرها خاضعة لإرادتها باستمرار.
وتاريخ مطامع إنكلترا هذه يرجع إلى ما قبل احتلالها لمصر بزمن بعيد. ويؤيد ذلك المعلومات التي تلقاها الخديوي إسماعيل باشا والتعليمات التي أمد بها الكولونيل شايي لونج الذي كان قد تعين رئيس أركان حرب للجنرال غوردون في 20 فبراير سنة 1874م عند تعيين هذا الجنرال مديرا عاما لمديرية خط الاستواء في السنة عينها. وإلى القارئ ما رواه هذا الضابط في كتابه «حياتي في أربع قارات «ج1 ص670» قال: «لدى دخولي كان الخديوي إسماعيل يمشي بخطوات واسعة في قاعة الاستقبال وهو متوتر الأعصاب، وكان برفقتي تونينو بك التشريفاتي الثاني الذي أدخلني عنده فوجه إلي السؤال الآتي:
أرأيت الجنرال غوردون؟
فأجبت: نعم يا مولاي، ولقد قضيت معه أكثر الليل.
فأجاب الخديوي: حسنا جدا. والآن أعرني أذنك - لقد وقع الاختيار عليك لتكون رئيس أركان حرب لعدة أسباب أهمها المحافظة على المصالح المصرية. فهناك في لندرة يوشك أن تنظم حملة بقيادة رجل يقال له استانلي أمريكي الجنسية على ما يزعمون. والغرض من هذه الحملة - حسب الظاهر - نجدة الدكتور ليفنجستون.
أما الغرض الحقيقي منها فهو رفع العلم البريطاني على ربوع أوغندة. فتوجه أنت إلى غندكورو، وأسرع في الذهاب إلى أوغندة، ولا تضيع أوقاتك، واسبق حملة لندرة، وأبرم معاهدة مع ملك أوغندة، فتمسي مصر مدينة لك سرمديا بواجب الشكران معترفة بالجميل. اذهب وليكلل مسعاك بالنجاح إن شاء الله.»
وسافر الكولونيل شايي لونج عملا بهذه الأوامر إلى أوغندة، وأنجز مهمته بالكيفية التي قصها في كتابه «مصر ومديرياتها المضيعة ص24 و25». وإلى القارئ معرب مقاله:
لقد توصلت إلى إصابة الهدف السياسي الذي كانت ترمي إليه مأموريتي، ونجحت في ذلك إلى أبعد مما كنت أرجو، وقدمت للحكومة المصرية في 16 ديسمبر سنة 1874 تقريرا ذكرت فيه إبرام معاهدة مع الملك أمتزا
10
অজানা পৃষ্ঠা