أما في القرن الحالي فالتقدم في توسيع أراضي مصر الزراعية ازداد ازديادا عظيما؛ إذ في غضون الفترة القصيرة التي انقضت منه تم إنشاء خزان أسوان الأول وقناطر أسيوط وزفتى وإسنا والسدود الغاطسة التي عند قناطر الدلتا وخزان أسوان الثاني أو بعبارة أخرى تعلية الخزان الأول.
ولما كانت مصر بلدا زراعيا محضا كان ازدياد السكان العظيم الذي بدأ في العقود الأخيرة من القرن الماضي ولا يزال مستمرا إلى الآن - عاملا سريعا جعل التسهيلات المتزايدة لإنتاج الحاصلات لا تكاد تفي بحاجاته.
وبناء عليه ما كاد يتم آخر الأعمال العظيمة المذكورة آنفا حتى قضت الحاجة بالشروع حالا في طائفة جديدة؛ لكي تزيد حاصلات البلاد نماء بمعونة إيراد من المياه أكثر وفاء بالمطلوب.
وقد جاء في تقرير وزارة الأشغال لسنة 1914 بيان إجمالي لطائفة أعمال من هذا القبيل، والغرض من هذه المذكرة أن تكون بمثابة شرح أوفى لهذه المشروعات. ا.ه. (1-1) رأي سري باشا
وقد كتب حضرة صاحب المعالي تحت هذه المقدمة ما يأتي:
إن المشروعات الوارد وصفها في الصفحات التالية هي المشروعات التي درستها مصلحة الري بمباشرة السر مردوخ مكدونالد وتناقشت فيها معه مرارا، وقد وافقنا معا على تلك المشروعات بالشكل المقدمة فيه الآن، ولي الأمل أن الحكومة ستوافق عليها، وتضعها موضع التنفيذ في الوقت اللازم.
في 23 فبراير سنة 1920.
الإمضاء: إسماعيل سري (2) العودة إلى مذكرة مستشار الأشغال (2-1) الباب الأول
الحاجة إلى الماء في المستقبل وشدة هذه الحاجة، ضرورة التوسع في أرض الزراعة «ليس إيراد المياه الصيفي في النيل في جميع السنين تقريبا بكاف لتمام القيام بري الأراضي المتوقفة زراعتها عليه في الوقت الحاضر، وهناك في الوقت ذاته حاجة ماسة إلى التوسع في الزراعة بإدخالها في مناطق جديدة لا تزال إلى الآن في حالة البوار لعدم توفر المياه.
وهذه الحاجة ناشئة عن ضغط تزايد السكان السريع؛ إذ بلغ عددهم في الأربعين سنة الأخيرة نحو مثلي ما كان عليه من قبل، مع أن الزيادة في مساحة الأراضي المنتجة لم تجار هذا النماء بحال من الأحوال.
অজানা পৃষ্ঠা