সুবুল ওয়া মানাহিজ

মারুন আবুদ d. 1381 AH
165

সুবুল ওয়া মানাহিজ

سبل ومناهج

জনগুলি

لقد تغيرت أساليب الحياة، كان الإنسان فيما مضى يرحل متى شاء، ففي ساعة زمان يهدم بيته ويبنيه حيث يشاء، أما قال طرفة يخاطب ابن عمه:

فدعني وشأني والذي أنا فاعل

ولو حل بيتي نائيا عند ضرغد

أما اليوم فكيف نستطيع أن ننأى؟ إننا مسمرون كما قلنا، فما علينا إلا أن نتآلف ونتعاضد ونتكاتف لنعيش في هناء وسلام ولا تهيج صدورنا أتفه التوافه، قال مثلنا: «جارك الذي تصبحه وتمسيه، كيف تقدر تعاديه؟»

لقد أصبحت العمارة الواحدة تضم أسرا عديدة، أفما على هذه الأسر أن تتسالم وتحافظ على راحة بعضها؟ أليس على الذي في الطابق الفوقاني أن يتئد في سيره فلا يزعج من هم تحته؟ الجار أمسى اليوم قعيد البيت، فكم علينا من واجبات نحوه؟

أما علينا أن نلجم الراديو ولا ندعه ينهق كالحمار المربوط في الساحة يغني بأعلى صوته نشيد الغرام لكل أتان تلوح له؟

أما علينا أن نحافظ أشد المحافظة على آداب اللياقة فلا يشمئز من هم فوقنا وتحتنا من تصرفاتنا؟ ليت شعري علام يختلف الجيران ويتنافرون، أليس على مثل هذه الأمور التافهة؟ فلولا تحاشيناها لجنبنا أنفسنا شرورا كثيرة.

نام أمير - لا أذكر اسمه - عند المأمون، فكان الخليفة العظيم يكم فمه بلحافه إذا أخذه السعال لئلا يزعج ضيفه، ثم عطش المأمون فقام يمشي على رءوس أصابعه لئلا يوقظ جاره.

فمن منا اليوم يفعل مثل هذا؟ «ارع الجار ولو جار.» هكذا قال من نفتخر عليهم اليوم بمدنيتنا، مع أنهم كانوا أرعى منا لجيرانهم؛ لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، فأين كنا وأين صرنا؟

اقتتل في قريتنا جاران، فهاجر أحدهما إلى أمريكا تاركا أمه المريضة في البيت، وفي إحدى ليلات كانون الممطرة سقط جذع من سقف بيتها، فكان أول من أسرع إلى نجدتها خصمه، واحتمل البرد القارس والمطر الغزير، وما انفك حتى وقاها من خطر محتم، أما أقرب الناس إليها فما دروا بما حل بها إلا ثاني يوم.

অজানা পৃষ্ঠা