كما قال مفتخرا في قصيدته الثانية المسماة ب «الفيصل»:
جار إذا غدر اللئام وفى به
حسب ودعوة ماجد لا يخذل
وشاركهما الأخطل في هذا الميدان فقال يسب قوم جرير:
قبح الإله بني كليب إنهم
لا يحفظون محارم الجيران
وإذا تركنا الشعر ورحنا نروي الكلام المأثور سمعنا معاوية يقول: «المروءات أربع: العفاف وإصلاح المال وحفظ الإخوان وإعانة الجيران.»
وفي العصر العباسي يقدس الرشيد الجوار ويبالغ في تعظيمه حتى يقول: الجوار نسب.
وإذا عدنا إلى الشرع رأيناه يولي الجار حقا عظيما ويعنى به، فيجعل الأولية للجار في المبيع، وهذا ما يعرف حتى اليوم ب «الشفعة»، وبناء على حرمة الجوار العظمى جعل النحو للجوار حقا، فالعامل أحق بالمعمول المجاور له، فهو الذي يأخذه لأن الجار أحق بجاره.
وإذا تركنا الكتب وتقصينا ما يدور على ألسنة العوام من أمثال، سمعنا هؤلاء يقولون ممتدحين الجار: «جارك القريب خير من أخيك البعيد.» و«جار الرضا.» و«الجار ركن الدار.» «هيئ الجار قبل الدار.» كما يقولون أيضا: «البغض بين الأقارب، والحسد بين الجيران.»
অজানা পৃষ্ঠা