213

بحوث في تاريخ السنة المشرفة

بحوث في تاريخ السنة المشرفة

প্রকাশক

بساط

সংস্করণ

الرابعة

প্রকাশনার স্থান

بيروت

জনগুলি

وكان بعض المسلمين يتعلمون القراءة والكتابة في مسجد الرسول ﷺ حيث تطوع بعض المعلمين بتعليمهم مثل عبد الله بن سعيد بن العاص وسعد بن الربيع الخزرجي وبشير بن ثعلبة وأبان بن سعيد بن العاص١، فكثر عدد الكاتبين حتى بلغ عدد كتاب الوحي زهاء أربعين كاتبا٢ ناهيك عن كتاب الصدقات والرسائل والعهود.

١ أنظر عنهم ابن عبد البر: الاستيعاب ١/ ٦٤.
وابن سعد: الطبقات الكبرى ٣/ ٥٣١.
والعسقلاني: إصابة ١/ ١٠.
٢ ابن سيد الناس: عيون الأثر ١/ ٣١٥-٣١٦.
كتابة الحديث في حياة الرسول ﷺ:
ومع وجود عدد من الكتاب في حياة الرسول ﷺ وقيامهم بتدوين القرآن الكريم، فإنهم لم يقوموا بجمع حديث الرسول ﷺ وكتابته بشمول واستقصاء بل اعتمدوا على الحفظ والذاكرة في أغلبة ولم يأمرهم النبي ﷺ بذلك، ولعله أراد المحافظة على ملكة الحفظ عندهم، خاصة وأن الحديث تجوز روايته بالمعنى خلاف القرآن الكريم الذي هو معجز بلفظه ومعناه، ومن ثم فلا تجوز روايته بالمعنى، لذلك اقتضت الحكمة حصر جهود الكاتبين في نطاق تدوين القرآن الكريم، وللتخلص من احتمال حدوث التباس عند عامة المسلمين فيخلطوا القرآن بالحديث إذا اختلطت الصحف التي كتب فيها القرآن بصحف الحديث، خاصة في الفترة المبكرة عندما كان الوحي ينزل بالقرآن الكريم ولما يكمل الوحي، ولما يعتد عامة المسلمين على أسلوب القرآن.
وقد وردت أحاديث عن النبي ﷺ تنهى عن كتابة الحديث كما وردت أحاديث تسمح بالكتابة.
فأما أحاديث النهي عن الكتابة فهي:
١- "لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني

1 / 222