دراسات في علوم القرآن - محمد بكر إسماعيل
دراسات في علوم القرآن - محمد بكر إسماعيل
প্রকাশক
دار المنار
সংস্করণের সংখ্যা
الثانية ١٤١٩هـ
প্রকাশনার বছর
١٩٩٩م
জনগুলি
٣- ومن بيت العزة نزل به جبريل ﵇ على قلب محمد بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه- منجَّمًا في نحو ثلاث وعشرين سنة هدًى للناس، وتبيانًا لكلِّ شيء، يتعلَّق به شأن من شئونهم الدنيوية والأخروية، قال -جلَّ شأنه- في سورة الشعراء:
﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ ١.
"والذي يجب الجزم به أن جبريل نزل بألفاظ القرآن المعجِزَة من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس، وتلك الألفاظ هي كلام الله وحده، لا دخل لجبريل ولا لمحمد ﷺ في إنشائها ولا في ترتيبها، فالألفاظ التي نقرؤها ونكتبها هي من عند الله، وليس لجبريل ﵇ في هذا القرآن سوى حكايته للرسول ﷺ، وليس للرسول ﷺ سوى وعيه وحفظه وتبليغه، ثم بيانه وتفسيره، ثم تطبيقه وتنفيذه"٢.
وقد تلقَّاه النبي ﷺ عن الله بواسطة جبريل ﵇ بقلبه، إذ هو المالك لجميع جوارحه؛ به يسمع، وبه يعقل، وبه يبصر.
وقد قال الله ﷿: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ﴾ .
للدلالة على أنَّ ما نزل عليه محفوظ بعناية الله تعالى، وأن الرسول ﵊ متمكن من تلقيه واستيعابه حفظًا وفهمًا.
"والقلب هو المخاطَبُ في الحقيقية؛ لأنه موضع التمييز والاختيار، وسائر الأعضاء مسخرة له.
يدل على ذلك القرآن والحديث والمعقول، أما القرآن فقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب﴾ ٣.
_________
١ آية: ١٩٢-١٩٥.
٢ اللآلئ الحسان ص١٣.
٣ ق: ٣٧.
1 / 27